رحيل الناشط البيئي علي الكيومي يُفجِع الأوساط البيئية

الرؤية- مدرين المكتومية

غيّب الموت الناشط في مجال البيئة علي بن عامر بن عبدالله الكيومي، والذي إلى جانب جهوده التطوعية في الأعمال البيئية، عَمِلَ مستشار الوزير لصون الطبيعة في وزارة البيئة والشؤون المناخية "سابقًا"، وذلك بعد عقود مُمتدة كرَّسها لخدمة البيئة وصون الحياة الفطرية.

والراحل علي الكيومي، كان أحد أبرز الأعضاء المؤسسين لجمعية البيئة العمانية، وشارك في اجتماعات التأسيس حتى خرجت الجمعية للنور في عام 2004، أي قبل 20 عامًا من اليوم. واشتهر الكيومي باهتمامه بالحياة الفطرية وصون البيئة، وشارك في العديد من المحافل المحلية والدولية المعنية بالبيئة، وجهود حمياتها من الأخطار التي تتهددها.

وعلى مدى مسيرة عمله في قطاع البيئة، لم يكن اهتمامه بهذا النشاط نابعًا فقط من مسؤوليته الوظيفية، التي أُنيطت به، لكن أيضًا من إيمان شخصي عميق بأهمية صون الطبيعة والحفاظ عليها، وهو ما تجلى في مشاركته وأطروحاته التي أثرى بها العمل البيئي في سلطنة عُمان.

وكان الراحل من طلائع المنتسبين في وزارة البيئة "سابقًا"؛ حيث التحق بالعمل فيها بعد الانتهاء من دراسته بالمملكة العربية السعودية مُتخصصًا في الدراسات البيئية؛ حيث تدرج في مواقع عدة. وعُرف عن الراحل حرصه على العمل الجماعي.

ومن أبرز مُنجزاته إعداد حصر لمُفردات الحياة الفطرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو، كما إنه كان يُمثل السلطنة في العديد من الاجتماعات الدولية، مثل الاتحاد العالمي للتنوع الأحيائي "IUCN". وأسهم الراحل بدور محوري في صياغة استراتيجيات البيئة الوطنية، كما حرص على تنفيذ استراتيجية الاهتمام بالسلاحف على مستوى سواحل السلطنة المُمتدة على بحار ثلاث وخصوصًا السلاحف الخضراء.

وكانت عنايته بالبيئة البرية والبحرية سبيل السلطنة لإعلان المناطق المحمية، وتمثيل المناطق التضاريسية والبيئات المختلفة. كما أسهم الكيومي بنشاط في الانضمام للاتفاقية الدولية للمناطق الرطبة، وشارك في الوفود التي حضرت لتمثيل السلطنة في مؤتمرات الأمم المتحدة للبيئة والتنمية.

وأسهم الكيومي بأفكار رائدة وجهد تنظيمي مُقدَّر في منتدى عُمان البيئي، الذي تنظمه جريدة الرؤية؛ حيث شارك الراحل في وضع لبنات الدورة الأولى من هذا المُنتدى، الذي أصبح علامة فارقة على مضمار الفعاليات الداعمة للقطاع البيئي وجهود صون الطبيعة، خاصة في ظل ما تتميز به بلادنا من طبيعة خلابة وبيئة بكر ينبغي الحفاظ عليها من أي تعدٍ أو تجاوز.

واحتفاءً بما قدّمه الراحل من مُنجزات طوال مسيرة حياته، حظي الكيومي بتكريم خاص ضمن أعمال منتدى عُمان البيئي في دورته الأولى في مايو 2017، وكان ذلك تحت رعاية الدّكتور يحيى بن محفوظ المنذري الرئيس السابق لمجلس الدولة، وحمل المنتدى آنذاك عنوان "الاستدامة في البيئة العمانية.. التحديات والآفاق المستقبلية"، بمشاركة الأمم المتحدة وخبراء من داخل وخارج السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك