قصة قصيرة

طيور الحلم الأمازونية (1)

 

مُزنة المسافر

 

الأحلام معدية.

كما هي حشرات القمل،

تطير وتصنع المشاكل في رؤوسنا.

أخبرتك ألف مرة يا ريموندا.

أن لا تفكري في الأحلام كثيرًا.

 

ريموندا: لا أستطيع يا جدتي.

 

الجدة: حاولي يا صغيرتي.

إنك قوية، وقادرة على النسيان.

 

ريموندا: لقد كان حلمًا لذيذًا

مثل المربى يا جدتي.

لذيذٌ للغاية.

 

الجدة: ماذا رأيت في هذا الحلم الملعون؟

 

ريموندا: رأيت ببغاءً يغني وينطق اسمي.

يكرره ويردده وكأنه يعرفني جيدًا.

كان يقول لي أنه ببغاء جميل ووسيم.

وأنني سأجده في أقرب فرصة.

وستكون أجمل صدفة.

أن نتقابل.

ريموندا: إن وجدت هذا الببغاء يا جدتي.

سأطلق عليه اسم ثياغو.

 

الجدة: اسم ظريف.

لحيوان أليف.

 

ريموندا: إنه طير يا جدتي.

أمازوني.

يعيش وسط الشلالات.

وبين البحيرات.

ويبهر الجميع بألوانه.

 

جدتي: توقفي عن الأحلام يا ريموندا.

أريد أن أنام.

اتركيني في سلام.

 

وفعلًا مرّت الأيام.

وتحقق ربع تلك الأحلام التي كانت ريموندا تجدها في رأسها.

فظهر في حياتها طير اسمه ثياغو.

 

لكنه ليس طيرًا عاديًا.

إنه ببغاء أمازوني.

ببغاء جميل.

يُكرر كل شيء.

تهمس له ريموندا الصغيرة.

 

هل يعرف كيف يرقص السامبا؟

هل يستطيع أن ينطق الكلمات الساحرة؟

الماهرة في قنص الأفئدة.

 

إنه يكسب ود الجميع.

إنه بديع، مطيع.

 

يقدمون له المال.

والهدايا والعطايا.

فيعطيها لريمونداالصغيرة،

فتضع هي النقود في مرطبان زجاجي.

كان يسكن قاعه العسل في الماضي.

والآن يمتلأ بالمال.

والنقود.

بفضل ثياغو.

الذي يبتدع الأساليب.

والألاعيب.

ليسحر الجماهير.

ومن يسأل ريموندا عن الببغاء البديع.

المطيع.

إنه يقول الكلمات المثيرة.

الكثيرة.

 

وماذا يعرف أيضًا هذا الطير؟

إنه ليس طيرًا عاديًا.

إنه ثياغو.

الذي جاء من أحلام ريموندا الأمازونية.

تعليق عبر الفيس بوك