سوق فرعية للشركات الواعدة

 

محمد بن عيسى البلوشي

 

توجيهات مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بإنشاء سوق فرعية للشركات الواعدة في بورصة مسقط جاءت لتعميق البورصة وتأكيد دورها كواحدة من أدوات التمويل، وإنِّه من حسن الطالع أن هذا التوجه جاء متماشيًا مع توصيات الدراسة الأكاديمية حول دور إدارة  بورصة مسقط في تمويل الاستثمارات وفق رؤية "عُمان 2040".

بكل فخر واعتزاز، جاءت التوجيهات السامية لتعزز توصيات هذه الدراسة التي تم تقديمها العام الماضي، والحمد لله هي استبشار للمستقبل الاقتصادي الواعد الذي تشرق أنواره على عُمان العظيمة".

إن إنشاء سوق فرعية للشركات الواعدة في بورصة مسقط يمثل لبنة واعدة لتفعيل دور البورصة كخيار تمويلي يعزز من إسهام الشركات في الاقتصاد الوطني، ويعمل على تعميق سوق الأوراق المالية.

وأكدت الدراسة (دور إدارة بورصة مسقط في تمويل الاستثمارات وفق رؤية عُمان 2040) في أولى توصياتها على ضرورة إيجاد برامج لتفعيل السوق كأداة لتمويل المشاريع الاستثمارية وفق رؤية عُمان 2040، وتشجيع تحويل الشركات (العائلية، الحكومية، الصغيرة والمتوسطة) إلى شركات مساهمة عامة تخلق فرصًا استثمارية متجددة وتوظف السيولة.

الدراسة أوصت كذلك بتبني مبادرة إنشاء سوق لتداول الائتمان الكربوني وتعزيز التعاون الدولي لبورصة مسقط، بهدف تنويع الأدوات الاستثمارية في البورصة. كما أكدت على أهمية تفعيل البرامج والمشاريع التوعوية حول الاستثمار الأخضر عبر مجالات التعليم والتدريب، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة (الحكومية، الأهلية)، لجذب المزيد من المستثمرين إلى هذا النوع من الاستثمارات.

وتطرقت الدراسة في توصياتها إلى إنفاذ المُبادرات الخاصة بالبرنامج الوطني للاستدامة المالية وتطوير القطاع المالي، للوصول إلى نتائج مسرعة بقيام بورصة مسقط بدورها كواحدة من الأدوات لتمويل الاستثمارات، وتعزيز التعاون المشترك عبر تشكيل فرق عمل بين القطاعين العام والخاص لتطوير وتنفيذ خطط عمل مشتركة.

أهمية الدراسة الأكاديمية التي تعد الأولى من نوعها تكمن في تسليط الضوء على دور إدارة بورصة مسقط في تمويل الاستثمارات، وتعزيز إصدار أدوات التمويل (الاكتتابات، إصدار السندات) كواحدة من الأدوات المتاحة ذات العوائد المجزية للمستثمرين. كما أبرزت الدراسة البيئة الداخلية للبورصة ومدى مواءمتها لتنفيذ رؤية "عُمان 2040".

** كاتب وباحث اقتصادي