تعاون بين "جمعية البيئة" و"أمواج" لحماية أشجار اللبان

 

مسقط- الرؤية

أبرمت جمعية البيئة العُمانية ودار العطور العالمية الفاخرة "أمواج"، مذكرة تفاهم في إطار تعاونهما المتبادل والمثمر للحفاظ على الإرث العُماني الغني من أشجار اللبان وصمغها العطري وموائلها الطبيعية في جنوب عُمان.

ومن خلال توفير الأبحاث وسُبل التطوير الأفضل من نوعها حول أشجار اللبان، تهدف شراكة جمعية البيئة العُمانية وأمواج إلى الحفاظ على أشجار اللبان التراثية، مصدر الراتنج العطري ’ذهب الصحراء‘، الموجودة في وادي دوكة بمحافظة ظفار بسلطنة عُمان وتعزيز استدامتها. وتم إدراج موقع وادي دوكة ضمن مواقع التراث العالمي ’اليونسكو‘ في عام 2000؛ حيث يشكل واحة غنّاء تضم آلاف أشجار اللبان وتعد جزءًا من التنوع الحيوي في عُمان وأرض اللبان التي تشمل أربعة مواقع مميزة.

ويعد وادي دوكة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية أمواج للاستدامة وفيه تتم زراعة أحد مكونات العطور النادرة وهو أيضًا ضمن مشروع أمواج لأشجار اللبان انطلاقًا من كونها أحد الكنوز الوطنية. وقامت الدار بتوقيع اتفاقية مع وزارة التراث والسياحة لإعادة إحياء قطاع اللبان العُماني في نهاية عام 2022. وتهدف أمواج إلى تطوير وادي دوكة ليشكل مركز للتميّز في حماية اللبان في العالم العربي.

وفي الوقت نفسه وانطلاقًا من كونها منظمة غير ربحية تركز على حماية البيئة الطبيعية في عُمان، تواصل جمعية البيئة العمانية جهودها البحثية وفي مجال الحفاظ على أشجار اللبان وصون موائلها الطبيعية منذ عام 2010. وركز البحث الذي أجرته جمعية البيئة العمُانية على أساليب الحصاد المستدامة وتقييم العدد الإجمالي للأشجار وتوزيعها في ظفار لأغراض الحماية والإدارة وذلك لتعزيز جهودها لحماية هذا الإرث الطبيعي الغني.

وتشتهر أشجار اللبان بالراتنج أو الصمغ المستخرج من لحائها عبر اتباع أسلوب حصاد مخصص. ويعد الراتنج أو صمغ اللبان إحدى السلع المتداولة والمستخدمة بشكل واسع في مختلف الصناعات بما في ذلك البخور في عُمان ودول المنطقة. وهناك 24 نوعًا من أشجار اللبان في أنحاء العالم ولكن هذه النوع العريق ينمو ويزدهر فقط في جنوب اليمن وشمال الصومال وفي محافظة ظفار. وفي أقصى جنوب السلطنة بمحافظة ظفار، تنمو الأشجار في العديد من المناطق وأبرزها وادي دوكة.

وتمتلك جمعية البيئة العمانية ودار أمواج مقومات مشترك ولديهما جذور متأصلة في عُمان ويركزان على تعزيز وحماية التراث الطبيعي والتنوع الحيوي في البلاد بما يتماشى مع الأهداف المرسومة في رؤية عُمان 2040. وفي الوقت الحالي، وضمن مشروع اللبان في موقع وادي دوكة، تتعاون أمواج مع خبراء محليين وعالميين يقومون بتوظيف التقنيات القديمة والعصرية لزراعة وحصاد أشجار اللبان بشكل أكثر استدامة وأخلاقية وشفافية في العالم.

وتهدف أمواج إلى مد جسور التعاون المشترك مع أبرز المؤسسات في عُمان مثل جمعية البيئة العمانية، وفي أنحاء العالم بهدف إيجاد تغيير إيجابي ومستدام لدعم مشروع اللبان وتعزيز مكانة عُمان كونها المصدر الأفضل والأكثر أخلاقية للبان في العالم. كما تركز الدار على تطوير وادي دوكة وتحويله إلى غابة ذكية من خلال وضع علامات جغرافية على كل شجرة لفهم آلية تطور الأشجار وتتبع أصل الراتنج الصمغي. ويمكن تتبع كل شجرة باستخدام بطاقة تعريف يمكن الوصول إليها عبر رمز استجابة سريعة QR مما يساهم في إنشاء قاعدة بيانات لجميع خصائص كل شجرة.

وقال السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس مجلس إدارة أمواج: "يسرنا التعاون مع جمعية البيئة العُمانية بهدف جمع مصادر المعرفة والخبرة وتقديم مثالًا يحتذى به في كيفية إيجاد نتائج مستدامة ومؤثرة. ومنذ توقيعنا للاتفاقية مع وزارة التراث والسياحة، وبما يتماشى مع رؤية عُمان 2040، نلتزم بحماية وادي دوكة وتطويره ودعم المجتمعات المحلية لمختصي الحصاد. وكوننا دار عطور مستقلة عُمانية المنشأ، نؤمن بأن الفرصة متاحة أمامنا لنلتزم بلعب دور مهم وفاعل في حماية هذا الإرث الطبيعي الوطني والأفراد الذين يعتمدون عليه وتطوير عملياتنا التجارية من خلال استخدام هذا المكون القيّم ’اللبان‘ في ابتكاراتنا العطرية المختلفة".

من جانبه، قال الدكتور عمر المطاعني رئيس جمعية البيئة العُمانية: "سعداء بهذا التعاون المميز مع أمواج، دار العطور العالمية الفاخرة، التي تكرس جهودها لحماية أحد أقيم الكنوز الطبيعية في عُمان وتحرص على تعزيز هذه الجهود من خلال هذا التعاون مع جمعية البيئة العمانية. وسيقوم فريق الأبحاث في الجمعية بتعزيز المجهود الرائع الذي تقوم به أمواج في وادي دوكة انطلاقًا من أهمية التدخل المبكر والاستباقي لحماية التنوع الحيوي في كوكبنا وصون التراث الطبيعي في عُمان".

يُشار إلى أن التعاون بين جمعية البيئة العمانية وأمواج في وادي دوكة يشكل خطوة مهمة لتوطيد أطر التعاون بين رواد القطاعات المختلفة في عُمان للحفاظ على البيئة الطبيعية والتركيز على أشجار اللبان. وتتعدد أبرز الطريق التي يمكن للبلاد التركيز عليها للحفاظ على هذا الإرث الطبيعي ومنها الاستثمار في الأبحاث والدراسات العلمية والتفاعل مع المجتمعات المحلية واتخاذ إجراءات لحماية هذه الأشجار. ويعد وادي دوكة مشروعًا تجريبيًا؛ حيث إن جميع هذه العناصر قد تم تنفيذها بالفعل مع إرساء معايير جديدة من أجل التحول إلى عالم طبيعي أكثر استدامة.

تعليق عبر الفيس بوك