مشاركة 7 عروض في المهرجان التاسع بعنوان "ثقافة وتمكين"

"مهرجان المسرح المدرسي" يعزز جهود غرس القيم الإيجابية واكتشاف المواهب الفنية

 

 

◄ البلوشي: المهرجان يتيح الفرصة لتنمية قدرات الطلبة

◄ أمين الهيئة العربية للمسرح: الأعمال المسرحية تحمي الطلبة من الأفكار السلبية

◄ أمينة عبدالرسول: المسرح يعلم الأبناء القيم الإيجابية بأسلوب فني

مسقط- الرؤية

تشارك 7 عروض مسرحية من مختلف المديريات التعليمية المحافظات، في فعاليات مهرجان المسرح المدرسي التاسع، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم ممثلةً بمركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي "دائرة الأنشطة" على مدار 5 أيام.

ورعى حفل الافتتاح سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام، بحضور عدد من أصحاب السعادة والمستشارين ونخبة فناني المسرح والمختصين في النقد المسرحي من سلطنة عُمان وخارجها، وذلك على مسرح المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط "مدرسة دوحة الأدب".

وبدأت فقرات الحفل بعزف مقطوعة من السلام السلطاني، بعد ذلك مشهد تمثيلي للفنانة القديرة أمينة عبدالرسول "ضيفة الشرف" والطالبة بيلسان بنت أيمن الذهلية من مدرسة زهرة قريش بتعليمية محافظة مسقط، تضمن حوارًا دار بينهما تحدثت فيها أمينة عن بدايتها مع المسرح التي كانت في سبعينيات القرن الماضي في مدرسة أسماء بنت أبي بكر "المدرسة السعيدية للبنات حاليًا"، في الأنشطة المدرسية التي استطاعت من خلالها المشاركة في التمثيل، وتنمية موهبتها وشغفها الطفولي، إذ كان التمثيل يقتصر على نطاق المدرسة فقط، ولا يوجد أي مكان آخر يمكنها من ممارسة هذا النشاط، وبعد تغير آلية الاحتفال والمشاركة في المسرح عندما تم تشكيل فرقة المسرح، والتي كانت تقتصر على الموجودين في ولاية مسقط فقط، إلى أن انتقلت بشكلها الحالي المنظم، وأصبحت من الفنون القادرة على المنافسة محليًا وإقليميًا ودوليًا.

وتضمنت فقرات الافتتاح استعراض فيلم تضمن مشاهد من فعاليات المسرح المدرسي في نسخه السابقة، وتكريم ضيفة الشرف والمكرمين في الدورة الحالية، بعدها قدم سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي هدية تذكارية لراعي الحفل.

مسرحية بنت الصياد

وجاء العرض المسرحي الأول بعنوان "بنت الصياد" لطلبة مدارس المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط، من تأليف عبدالرزاق الربيعي، وإخراج فتحية بنت عزان البطاشية، وجسد العرض عالم المشاعر المتشابكة والأسرار المظلمة التي نسجت خيوطًا من الحسد والغيرة بطلتها "جوهرة" بنت الصياد، التي تتناثر عند ضحكاتها اللآلئ، فنرى الطمع يتجسد في نفوس الشخصيات طمعًا في هذه الموهبة، حتى تنتهي إلى فقدان هذه الموهبة لديها.

وعقب ذلك أقيمت جلسة نقدية للعرض المسرحي ناقشت نص المسرحية، وأسلوب التخييل الذي اعتمدته المخرجة في تحول الفتاة إلى حمامة، وأحداث المسرحية وتسلسلها الزمني، وبساطة الديكور التي تتلاءم مع بيئة المسرح المدرسي، والأزياء التقليدية ظهرت بشكل أكبر مع الشباب بينما مع البنات ظهرت بشكل جديد.

وقال سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام راعي حفل الافتتاح: "نشكر وزارة التربية والتعليم على هذا الجهد الكبير بإقامة هذا المهرجان في نسخته التاسعة؛ ليضم العديد من الأعمال الفنية الطلابية التي جادت بها مختلف محافظات سلطنة عمان، ومسرحية بنت الصياد لطلبة مدارس تعليمية محافظة مسقط، عمل جميل تناول قصة رائعة قدمته العديد من المواهب، التي تكتشفها خشبة المسرح سواء كان في الكتابة، أو التمثيل أو الإخراج، والسينوغرافيا، وحتى الديكور، إذ أظهر مواهب رائعة، ونرجو مستقبلا أن تَرفد هذه المواهب العمل الإعلامي سواء كان في الإذاعة أو التلفزيون".

وتحدث إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح عن مهرجان المسرح المدرسي التاسع قائلا: "تشرفت بحضور فعاليات افتتاح هذا المهرجان، وما شاهدته هنا على خشبة المسرح من طاقات طلابية لهو حافز على أن يبقى المسرح ضمن الفنون المدرسية، وأدعو إلى التمسك بالمسرح لأنه يُشكل الحصن الذي يحمي الطلبة من بعض الأفكار السلبية، ويوجهم نحو المسارات الصحيحة، إذ يُسهم المسرح في بناء شخصية الطلبة، ورفع الذائقة الجمالية لديهم، فليس المطلوب من المسرح أن يخرج ممثلين وممثلات، وإنما أن يكون قادر على تأسيس يُساهم في التنمية".

وذكرت الفنانة أمينة عبدالرسول، أن المسرح هو الحياة الذي يتعلم منه الأبناء بأسلوب فني ومسرحي، حيث يمكنهم من المقارنة بين ما هو سلبي وإيجابي، ويبني شخصيتهم المستقبلية التي سيكونو عليها، مضيفة: "يجب تشجيعهم على حضور الفعاليات المسرحية من منذ النشء، وتعزيز الشراكة بين المجتمع ووزارة التربية والتعليم، وعلى المدرسة العمل على توجيه الطلبة للمشاركة في نختلف الأنشطة والفعاليات، التي تعمل على تنمية مواهبهم، والانطلاق بها إلى مختلف مناحي الحياة".

وأكد الطالب محمد بن منير الزدجالي ممثل دور الوزير في مسرحية "بنت الصياد"، أهمية مشاركة الطلبة في المسرح لتطوير الجوانب المعرفية والنفسية للطلبة، مبينا: "هناك بعض المظاهر السلوكية النفسية التي يستطيع المسرح التقليل منها كمظاهر الخجل والخوف، أما في مجال الجانب المعرفي فقدمنا في مسرحية بنت الصياد رسالة عن دور السحر والطمع في هدم وتدمير الناس والعلاقات الاجتماعية بينهما".

وأعربت الطالبة بلقيس بنت الصبحي حسين من مدرسة دوحة الأدب للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة مسقط، عن فرحتها للمشاركة الثانية في مهرجان المسرح المدرسي، موضحة: "فرحتنا لا توصف ونحن نظهر ثمرة جهد كبير من التدريبات المتتالية استعدادًا لتقديم هذا العرض المسرحي، إذا أن دوري فيه تمثل في دور زوجة الصياد الشريرة التي تحاول أن تكون المتسلطة والمسيطرة دائمًا، فكل الشكر لمشرفينا الذين لهم الفضل في أدائنا اليوم وتقديم هذا العرض الجميل للجميع، حيث شاركنا بهذه المسرحية في مهرجان مسقط المنصرم، وحصلنا فيه على المركز الأول، كما حصلت فيه على أفضل ممثلة، فنرجو من الله التوفيق، والحصول على مراكز متقدمة".

وشهد اليوم الثاني من المهرجان إقامة مسابقة العزف الفردي قدمتها الطالبة بلقيس بنت حفيظ بيت عتيق بتعليمية محافظة مسقط، ومسرحية بعنوان "عاقبة الطمع" لطلبة المديرية التربية والتعليم بمحافظة جنوب الشرقية، من تأليف المعلم إبراهيم بن راشد المسكري، حيث جسدت المسرحية العلاقة بين الحاكم والمحكوم وكيف يستفيد من الصراع الذي يدور بين أطراف السلطة كما فعل المملوك جابر، الذي نقل رسالة لا يعرف محتواها طمعًا في الزواج من الجارية زمردة دون أن يدري بأن ثمن ذلك هو رأسه.

كما تم تنفيذ حلقة تدريبية في التمثيل المسرحي للطلبة قدمها المدرب قاسم بن سالم الريامي، ومسابقة العزف الفردي للطالب بافلي رفيق عزيز من تعليمية شمال الباطنة، ومسرحية بعنوان "وادي الحكايات" لتعليمية شمال الباطنة، حيث دارت أحداث المسرحية حول حكاية من حكايات التلاحم العماني العريق منذ القدم، متمثلةً في الأنواء المناخية وما يصاحبها من أحداث ومواقف تبين قوة الإنسان العُماني ورسوخه وإيمانه بالقدر، وكيف يمكن له أن يتكيف مع ما يحدث له، فنجد مثلاً دور الأب الذي يعيش في صراع بين الرضا بالواقع في فقد ابنه الذي حاول إنقاذ أبنيه من الغرق، ولكن لشدة هطول الأمطار وجريان الأودية بغزارة مما أدى إلى انجراف الابن فالوادي وبين استمرار الأب  في البحث عن ابنه وعدم  اليأس ليكتشف بعدها غرقه.

ويهدف المهرجان إلى الارتقاء بمستوى المسرح المدرسي كوسيلة تربوية وتعليمية تهدف إلى إعداد الناشئة إعدادًا تربويًا متكاملًا، وتعزيز القيم الإنسانية والانتماءات الوطنية والثقافات المعرفية وتنوع الإجادات الفنية والأدبية التي تعمل على تطوير المهارات الطلابية من خلال المشاركة في العروض المسرحية، وتبادل الخبرات والمهارات والمعارف وتوسعة آفاق ومدارك الطلبة من خلال التقاء المختصين والطلبة في مكان واحد مما يساهم بشكل فاعل في الإثراء الفكري للمشرفين على النشاط المسرحي وللطلبة على حد سواء، ورفع مستوى الأداء الفني للمسرح المدرسي وجعل العروض المسرحية أكثر تكاملية ونضجًا سواءً من حيث النص أو الإخراج أو التمثيل أو مكملات العرض المسرحي المختلفة، وفتح أبواب اتصال مباشر مع المكوّن المجتمعي الإبداعي من خلال حضورهم لمتابعة إبداعات أبنائهم الطلبة في مختلف جوانب الثقافة الحضارية المعاصرة للدولة، واستعراض الجهود المبذولة من قبل الوزارة في مجال  رعاية الإجادات الطلابية، لا سيما الثقافة المسرحية، وفتح المجال لها لاستعراض مهاراتها الإبداعية، الأمر الذي يفتح لهم فرصًا أرحب لدعم إجاداتهم مستقبلًا تطويرًا للمسرح المدرسي، ورفد الحراك الثقافي والفني المسرحي في الدولة بمجموعة من العناصر المبدعة والتي ستمثل عجلات حركة ولبنات بناء للحركة الثقافية والمسرحية في سلطنة عُمان.

وعلى هامش المهرجان أُقيم معرض ضم 30 لوحة فنية طلابية تنوعت بين المعالم الوطنية والتراثية والتاريخية والحضارية والحرف التقليدية التي تحتضنها محافظة مسقط.

تعليق عبر الفيس بوك