أين تجد المساعدة الفكرية؟

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

 

مهما يصل الإنسان لعقل مُدبر ولحصافة فكر مُبدع ويُحسن التصوير والرسم والتخطيط إلا أنه يمر أحياناً بفراغ فكري ويحتاج لمن يجمع له شتات أفكاره الشاردة عنه ويُكمّل له نقصانه الذي اعتراه ويُعينه لإدارة قضاياه وحَلحَلتها وإتمامها وإنجازها، وأُشير هُنا للمساعدة الفكرية البحتة أمّا المِهنية فهي سهلة وسيجدها حتمًا من حوله وحواليه ومن القريبين منه ولن يبخلوا عليه بها.

إنَّ قضية المساعدات الفكرية هي التي يبحث عنها الإنسان المُفكّر في وقتنا الراهن والتي يحتاجها عند الضغوطات التي تعتريه للتدخل السريع معه فكريًا لإيجاد الحلول المناسبة والسريعة لها والتي تتطلب النجاعة الفكرية وسرعة البديهة والدقة في تنفيذها والتي تختزلها بعض الأنظمة في مفهوم تقدير ردة الفعل السريع لإعادة التنظيم عندما تتصادم الأفكار بواقع غير الذي وضعت له خطته المسبقة، وهي المعيار الذي يبحث عنه صاحب الفكر لمساعدته والعمل معه فكريًا كالفريق الواحد.

وقد علمتنا التجارب أنَّ المساعدات المِهنية والبدنية متوفرة ومتاحة بنسبة كبيرة وبواقع سهل إيجاده، نظير إيجاد المساعدات الفكرية سريعة التدخل عند الحاجة لها والتي يشح إيجادها لتنفيذ أمر مُستعجل تنفيذه وخاصة عندما يعيش الإنسان في بيئة شحيحة التوجّه الفكري وتعتمد شبه كلّياً على العامل البدني والمهني، ناهيك عن الذين لا يُفضلون إرهاق أذهانهم وأفكارهم لمساعدتك عندما تطلب منهم ذلك معتمدين اعتمادا كليا على التنفيذ فقط دون التفكير الذي يسبق ذلك التنفيذ، حتى تجدهم وقد وصلوا لمرحلة العبء عليك.

إنَّ القريبين منك بالأخص يقع عليهم واجب اجتهاد المساعدة الفكرية وعدم النأي بالنفس عن ذلك ولو بفكرة وضع نقطة فوق حرف أو تحريك حرف ساكن لجعله متحركاً، وقد علِمنا بأن اجتماع الأفكار تكون نتائجه الإبداع وأن لا يعتمد الإنسان لتحريك جسده فقط دون تحريك فكره وعقله وذهنه ويرمي حمل التفكير لكبير القوم أو للمسؤول عنه ويكون هو في خانة التنفيذ فقط، بل عليه أن يُشارك من حوله وحواليه بطرح فكرة أو مشورة أو رأي وأن يكون شريكهم فكريًا وألا يكون في طبقة الفئة المنفذة فقط.

الخلاصة..

يقول اللّه سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ) ولم يُشر سبحانه للذين يُشاهدون ويتفرجون فقط بل الذين يتفكرون، فمن منطلق قول الحق تبارك وتعالى بأن مسألة التفكير هي مسألة فطرية وحاجة تسبق كل شيء قبل تنفيذه، ويجب على الإنسان أن يجتهد فيها ويستخدم طاقته ويُسخرها ويكون عونًا لغيره فكريًا، فالزوجة مسؤولة عن مساعدة زوجها فكرياً وكذلك شأن الموظف والعامل والصديق والقريب وكل من ينتمي لمنظومة بشرية أينما تواجد فيها، لأنَّ الصخرة الكبيرة تحتاج لشخص أو شخصين لوضع فكرة لدحرجتها، بينما تحتاج لعشرة أشخاص أو أكثر لحملها من مكانها لمكان آخر وربما تكسر ظهورهم من وزنها، وهنا تظهر حاجة المساعدة الفكرية لإنجاز أي عمل أو لاجتياز أي مهمة بمجرد التفكير بإيجاد الحلول لها قبل البدء العشوائي لتنفيذها، وما أحوجنا لتلك المساعدة الفكرية في حياتنا.

تعليق عبر الفيس بوك