الأقصى لنا

 

د. خالد بن علي الخوالدي

 

موقف مشرف وحازم وعادل لحكومتنا الرشيدة في سلطنة عمان لكل ما يحدث مع إخواننا في دولة فلسطين عامة وفي غزة العزة خاصة، أننا نؤمن جميعًا بأن قضية الأقصى وقضية فلسطين هي قضيتنا الأولى كعمانيين وعرب ومسلمين، وليست مسؤولية أي حركة أو حزب أو دولة بعينها، وما يحدث من قتال وحرب هو حق طبيعي لأي دولة محتلة، والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم لذا مكانته في قلوبنا عالية ولا يزايدنا فيه أحد، وسندافع عنه وسنُقدم الغالي والنفيس من أجله.

وعلى ضوء الموقف المشرف للحكومة كانت هناك مواقف مشرفة من الشعب العماني الأبي والمقدام والكريم في شتى الجوانب، ويحق لنا أن نفخر بهذا الوقفة الرائعة من كل أطياف المُجتمع تجاه قضيتنا الأولى، ونعتز ونفتخر كعاملين في الحقل الإعلامي بالنهج الذي انتهجته جريدة الرؤية العمانية في الوقوف مع القضية وإبرازها بشكل مؤثر على صفحات الجريدة، فمنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر خصصت الجريدة الصفحة الأخيرة للتركيز على جرائم العدو الصهيوني وحققت صفحات عدة (الترند) عالميًا وتعدى تأثيرها العالم العربي والإسلامي ليصل إلى العالمية، وطالبت الجريدة بمحاكمة مجرمي الحرب نتينياهو وزمرته قبل المطالبات التي بدأتها جمهورية جنوب أفريقيا، واستمر هذا الدعم من الجريدة ومؤسسها الكريم وصاحب المواقف القوية والنبيلة الأستاذ حاتم الطائي وتوج هذا بالندوة التي أقيمت مساء الأحد من الأسبوع الحالي بعنوان "الأقصى لنا" والتي قدمها مجموعة من القامات المشهود لها والتي لها صولات وجولات في التاريخ والأدب.

نعم.. الأقصى لنا، وليسجل التاريخ الموقف الثابت والمشرف لنا كعمانيين حكومة وشعبا ومجتمعا مدنيا، فالتاريخ سوف يدون من وقف مع القضية ومن خانها ومن كان متذبذبًا، فأيام العدو الصهيوني زائلة من أرض فلسطين، وحصارهم للمسجد الأقصى سوف يزول لوجود من يدافع عنه من أحرار فلسطين والعرب والمسلمين، أيام العدو في انحسار والأمل سيشرق يوماً ما وسنفرح جميعًا بنصر الله، فقد وعد المولى سبحانه بالنصر إذا ما تحققت الأسباب، وها هي الأسباب تتطور وتتنامى يومًا بعد يوم، وها هي المقاومة تشدد الخناق على العدو الصهيوني المجرم الذي ظن يومًا ما بأنه القوة التي لا تقهر والجيش الذي لا يهزم، وانطلت هذه الكذبة على فئات عديدة من العالم إلا أصحاب الحق والفضيلة لم تنطلِ عليهم واستعدوا وأعدو العدة كما أمرهم ربهم ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ وما تحقق بالحسابات هو نصر مؤزر للمقاومة أمام الترسانات الصهيونية والأمريكية والغربية بكل ثقلها، نصر مبين بلا خلاف ولا جدال فبعد ما يقرب من ستة أشهر لم يُحقق العدو أهدافه أبدًا؛ بل ذاق الويل والمر والعلقم بيد المجاهدين المؤمنين والصادقين والمصدقين لوعد الله.

همسة أخيرة

لا نُريد ذكر الفضل والإحسان والسخاء والبذل الذي قُدِّم من كل ولايات سلطنة عُمان فهو حق وواجب، وما أردت التركيز عليه في هذا الأمر هو ضرورة مواصلة المقاطعة من الصغير والكبير والرجال والنساء لكل المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، فهذا بحد ذاته جهاد ودعم ومؤازرة لقضيتنا الأولى قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك. ودُمتم ودامت عُمان بخير.