عُمان.. صوت الحق

 

د. أحمد بن علي العمري

 

في يوم الجمعة 13 شعبان 1445هـ الموافق 23 من فبراير 2024، صدح صوت الحق العُماني بأعلى نبراته وأقصى درجات مداه، التي وصلت للعالم أجمع، ناطقًا بكلمة حق عجز آن ينطق بها الكثيرون في العالم من دعاة الحرية والانسانية وحقوق الانسان.. صدح الصوت العُماني المُجلْجِل في قاعة محكمة العدل الدولية في لاهاي بمملكة نيذرلاندز، بلسان سعادة سفير سلطنة عُمان لدى المملكة، وذلك عبر المرافعة الشفهية التي طالب فيها بوضع حدٍ للمارسات الاسرائيلية، وذلك بالتزامن مع دعوة معالي بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية لعقد مؤتمر دولي طارئ للسلام، ومناقشة القضية الفلسطينية.

نطق سفيرنا أمام المحكمة، بصوت الحق، ليتحدث عن أرض اغتُصِبت وشعب تهجّر منذ 75 عامًا، لكنه مازال يحمل مفاتيح العودة ويتوارثها جيلًا بعد جيل، وكل جيل يُسلِّم مفاتيح الديار للجيل الذي يليه، وسوف يعودون يومًا بإذن رب العالمين، شاء من شاء وابى من ابى!

وامام غطرسة الصهاينة وحرب الإبادة الجماعية في حق 2.3 مليون إنسان في قطاع غزه، نرى الديار تهدم على رؤوس سكانها من شيوخ ونساء وأطفال أبرياء عزل، كما تُقصف المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد وتُدك البنية التحتية بالكامل؛ بل وصلت الأمور لنبش القبور والتنكيل بالأموات، كل هذا والعالم المنافِق يقول إن من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها!!

الساسة الاسرائيليون يُصرِّحون على الملأ بأن لا قيمة للفلسطينيين، بينما العالم المنافق يجرّم معاداة السامية، فأيُ نفاق وأيُ زيف وأيُ مغالطات وأيُ تنكيل وقتل وذبح ووقاحة أبشع وأوضح من هذا.

‘ننا لا نعادي اليهودية كدين، لكننا نُعادي الصهيونية؛ لأن الصهيونية تكتل او تحالف يضم يهود ومسيحيين وحتى علمانيين، وهو بالتأكيد بعيد عن الدين وحتى عن اليهودية.. لهذا رأت سلطنة عُمان أنه من واجبها ومن منطلق مبادئها الراسخة وإيمانها القوي وأخلاقها الثابتة أنها لا بُد ان تقف وتُسمِع العالم صوت الحق.

ولقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وفي اكثر من موقف وأكثر من خطاب، على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، والعيش في أمن وسلام.

إن هذا المنهج وهذا التوجه يجعل كل عُماني يفتخر وبكل عزة وكرامة بسلطانه وبلاده؛ بل ويفتخر معنا كل مقيم على هذه التربة الطيبة وفي جميع أصقاع العالم.

إننا نؤكدها دومًا نعم للسلام ولا للحروب، نعم للعدالة الدولية، ولا لازدواجية المعايير، نعم للتفاهم والانسجام بين شعوب العالم.

ولو نحن حافظنا على مبادئنا وقيمنا واخلاقنا وشيمنا ونخوتنا وعزنا وكرامتنا، سنكون بالفعل خير أمة أخرجت للناس.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.