الأول من بعد الترتيب

 

أسماء عوض باقوير

كن أنت الأول دائمًا لا تجعل أحداً في المقدمة غيرك، دائمًا اختار لنفسك الأولوية لا تجازف وتضع البعض في المقدمة لأنهم في الأخير سيركلونك بأقدامهم.

لا تظن نفسك أنانيًا بالعكس حب الذات يختلف كلياً عن الأنانية، فحب الذات هو الحفاظ على الكرامة وتقدير قيمتك، أما الأنانية تحب كل شيء لنفسك ولا تتمنى الخير لأحد غيرك.

طهارة القلب في هذا الزمن لا تنفع بتاتاً مع بشر مرضى القلوب، الكثير يستغل تلك الطهارة لمصلحته الخاصة وأنت لا تعلم ما الذي يجري لك ويحدث من ورائك، الكثير من البشر صاروا مثل الوحوش لن أقول الذئاب فالذئب أوفى من البشر وفيه خصال نتمنى أن يمتلكها بعض البشر، أدرس عن خصال الذئب وستعرف جيداً أن كلامي صحيح، البشر البعض منهم الذين يغدرون ويخدعون، فكن ذكي أيها الإنسان واختار المقدمة لنفسك دائمًا وأنتقي من يكون من حولك، عندما تعطي بعض البشر قيمة فوق مستواهم ومستواك يتعالون عليك، ولا يفهمون أن هذا كرم أخلاقك ورقيك في التعامل، بالعكس يقهرونك ويضنون أنهم هم الأجدر بهذا الاحترام منك وأنهم يستحقونه؛ فالقلوب المريضة كثيرة جدا، ولن تستطيع التعامل معها وستضيع في تلك المتاهات مع العقول المتعرجة والمتعجرفة..

من البداية اهتم بنفسك ومن يريدك سيجدك أينما تكون، وأنصحك لا تلاحق بشر عاشوا ويعيشون دون السؤال عنك، ولا يقومون بزيارتك مع أنه لا يبعدهم عنك إلا غير عدة كيلومترات، انتبه لنفسك ومشاعرك من أجل أن لا تتأذى، هنا يكفي الهاتف بالسؤال عنهم فقط، لأنك في السابق قد كنت تذهب عدة مرات لزيارتهم ولم يردوا لك الزيارة أو الاحترام.

فلتحترم نفسك وكيانك وتقف مع نفسك، من هم هؤلاء البشر الذي تنجرف دائماً لهم، فلتقف مع نفسك وقلبك وعقلك معاً لبرهة، ولتحكم بصيرتك المحبة شيء، والكرامة كل الأشياء دون استثناء، الكرامة لا يعلو عليها شيء لا محبة بشر َلا غيره.

كرامة الإنسان فوق كل شيء لا فرق بين البشر إلا بالتقوى، وأنت كنت تقياً بما فية الكفاية معهم، والله عز وجل لا يسمح لك بإهانة نفسك، لبشر لم يقدروا قيمتك، فإن لم تقدر قيمتك لن يقدرها أحد اعلم ذلك جيدا.

دائماً ابحث عن المكان الذي تكون شامخًا عندما تكون موجوداً فيه، وقيمتك محفوظة وكرامتك أيضًا، الكل يتباهى بما لديه من مال ونسب ومنصب، وأنت إن لم يكن معك لا هذا ولا ذاك فمعك أخلاقك وذاتك العظيمة.. كلنا أولاد تسعة أشهر، وكلنا سنذهب إلى نفس القبر، الفرق كل شخص بعمله الصالح أو الطالح.. أحببنا الكثير على حساب أنفسنا وأعطينا من صحتنا ووقتنا ومن ثم ماذا استفدنا أخبروني؟

نعم الأجر والثواب من الله عزوجل، لكن النفس المتألمة والصحة التي صارت متذبذبة كل هذا من أجل؟ من سوف يعيدها لكم الآن أخبروني؟

والقهر الكلمات غير اللائقة التي تقال لكم غير منصفة لحقكم، يقولون هم من فعلوا ذلك بأنفسهم صحيا ونفسيا، نكرانا وجحودا لكل مجهود وتضحيات لهم، تسمعون عن الخذلان هذا هو الخذلان العطاء الزائد في المكان غير المناسب لبعض البشر.

الآن نصيحة للبقية لن يفيدكم أحد الكل يريد مصلحته منكم فقط وعندما تنتهي مصلحته سيذهب، لا أحد يُعطي أحداً مساحة على صحته وقته وسعادته وحياته، انشغلوا بأنفسكم أولاً ومن ثم إن سمحت لكم ظروفكم ومعكم وقت إضافي قدموه لهم بإعطاء الوقت والمنفعة لغيركم، لكن ليس على حساب مصالحكم الخاصة، هنا قفوا وقفة حازمة لأجل أن لا تصابوا بالصدمات مستقبلا.

لن ولم نحرض في هذا المقال على عدم المساعدة، المساعدة لفعل الخير مطلوبة وتختلف كلياً عن الكلام الذي نقصده، والفاهم الفهيم يفهم جيدا مغزى المقال.

تعليق عبر الفيس بوك