"موسم شتاء الطحايم".. موعد مع النجاح

 

خميس بن راشد المسروري **

 

لم يكن فريق العمل من جميع المستويات، بدءًا من سعادة المحافظ وفريق مكتب المحافظة، مرورًا بسعادة والي الولاية وكلٍ من مدير البلدية، ومديري وممثلي الجهات العامة، ومشايخ وأبناء الولاية، الذين أشرفوا على إقامة هذه الفعالية، يتوقع حجم التفاعل الذي صاحب أيام وليالي الموسم، ولعل ذلك يُعزى إلى تنوع الفعاليات والخيارات الترفيهية، للزوار من داخل السلطنة وخارجها، خلال فترة انطلاق الموسم، وإلى حداثة الفكرة، وتسارع الوقت لتهيئة موقع الفعاليات.

كل هذا كان تحديًا كبيرًا لإظهار الموسم بصورة مكتملة، تلبيةً لرغبات الزائرين وتطلعاتهم.

 ما حدث في موسم شتاء الطحايم، يمكننا حصره في جانبين اثنين:

أولًا: فريق العمل الذي عمل طوال الفترة الماضية على تذليل التحديات، وحلحلتها، وخلق البدائل، وتطويع كل ما هو ممكن، وإعادة النظر في المناشط التي سيظمها الموسم، ومدى نجاح إقامتها وجاذبيتها، ولعل الأمر لم يكن بالسهولة التي قد نعلمها، فقد كان التحدي الأكبر هو الخروج بنسخة أولى من الموسم، تليق بزوار ورواد الموسم، وتلامس تطلعاتهم على اختلاف الفئات المستهدفة، كما أن فريق العمل وضع نصب عينيه أن نجاح الموسم في هذا العام، إيذان بنجاحات أكبر في الأعوام القادمة بإذن المولى القدير، لذا عمّق الفريق إيمانه بالنجاح، وتمسك بالفكرة، وأظهر تفانيًا منقطع النظير في تنفيذها، وتمكين الأطراف المشاركة في العمل، ودعم رؤاهم، والعمل بروح الفريق الواحد للخروج بها على أرض الواقع.

ثانيًا: للجمهور ورواد الموسم الدور البارز؛ فالشغف يقود الموقف والرغبة في نجاح التجربة. وإيمانًا بهذا المبدأ الأصيل كان للترويج النصيب الكبير؛ رغبةً في رفع معدلات التشويق لدى الجميع، في رؤية حدث ترفيهي اجتماعي سياحي طال انتظاره في المنطقة، وقد كان الجمهور حقًّا على قدر الثقة، فهذا يصطحب أفراد أسرته، وقد تفنن في تجهيز أطفاله بأجمل وأحلى الحلل، بل تجاوز الأمر إلى ارتداء العديد منهم الملابس التقليدية، والتزين بالحناء والكحل، كل ذلك خلق أجواء تنافسية مميزة بين الأطفال داخل أروقة الموسم، وكانوا هم بمثابة اللمسات الأخيرة لاكتمال صورة الموسم، وترى أيضًا الأطفال أنفسهم، يرصدون كل شيء تقع أعينهم عليه، ليحكوا تلك المشاهد لاحقًا لبقية الأطفال، وهناك الأسر المنتجة، التي اجتهدت بدورها في توفير خيارات غذائية، وخفائف طيبة لزوار الموسم، محققين بذلك عوائد مجزية لهم؛ فكان الموسم نافذةً لأنشطة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

إنَّ النجاح والإقبال الذي شهده موسم شتاء الطحايم في نسخته الأولى، أظهر للجميع بما لا يجعل مجالاً للشك، حجم فرص النجاح التي ستتحقق، ومدى الجاذبية التي تتمتع بها السلطنة، وأنه متى ما تضافرت الجهود، بإمكاننا النهوض بقطاعنا السياحي، بما يحتويه من عناصر الترفيه، وجلُّ ما يحتاجه الموسم الآن هو تخصيص موقع دائم له، وتوفير البنية التحتية لإقامته كل عام، والبدء في استغلاله كمصدر رفد مالي، وحدث سياحي دائم لأبناء المحافظة.

وفي الختام، نتوجه بأجزل عبارات الشكر والعرفان، لفرق العمل، وكل الجهات التي ساهمت في إنجاح هذا الحدث.

** عضو المجلس البلدي بولابة جعلان بني بوحسن

تعليق عبر الفيس بوك