حمود بن علي الطوقي
تشهد جمعية الصحفيين العُمانية- التي تحتفي بمرور 20 عامًا على تأسيسها- منافسةً قويةً بين 3 قوائم انتخابية على عضوية مجلس الإدارة، ويستعد أعضاء الجمعية العمومية للتوجه يوم الإثنين الموافق 12 فبراير 2024 إلى صناديق الاقتراع لاختيار أعضاء مجلس الإدارة للدورة المقبلة (2024/ 2025).
ولأول مرة تتنافس 3 قوائم تضم كل قائمة 12 صحفيًا وصحفية لنيل ثقة أعضاء الجمعية العمومية لإدارة الجمعية للفترة المقبلة، والقوائم الثلاثة هي: قائمة "التعاون" ويقود هذه القائمة رئيس الجمعية الحالي الدكتور محمد بن مبارك العريمي وقائمة "الريادة والتطوير"، ويقودها الأستاذ الصحفي المخضرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، فيما يقود قائمة "التقدم" سعادة علي بن خلفان الحسني عضو مجلس الشورى عن ولاية بوشر، وكل قائمة من القوائم الثلاثة تضم الزملاء والزميلات الصحفيين من أصحاب الخبرات والمهارات في العمل الصحفي.
ووعدت القوائم الثلاثة أعضاء الجمعية العمومية بتقديم خدماتها على أكمل وجه للصحفيين والإعلاميين الذين تحتضنهم الجمعية منذ سنوات، ولا شك أن ثقة أعضاء الجمعية العمومية سوف تذهب للقائمة التي تستحق إدارة دفة الجمعية خلال العامين المقبلين.
وكنت أتمنى- كأحد أعضاء هذه الجمعية- أن تنظم أمسية يتم دعوة أعضاء الجمعية العمومية لها وتتقدم كل قائمة أمام الأعضاء بمرئياتها ورسالتها في خدمة الصحفيين والمنتسبين للجمعية.
وهنا نوجه رسالة لكل عضو منتسب في الجمعية ولديه الحق في التصويت أن يتحرى الصدق والأمانة في اختيار القائمة المناسبة وعدم التأثر بالوعود التي عادة تسبق أية انتخابات؛ بل عليهم أن يعلموا أنَّ القائمة الفائزة وصلت لخدمتهم، وأن هذا المجلس يتحمل مسؤوليات كبيرة في خدمة الصحفيين والمنتسبين، فلا مجال للمجاملة في الاختيار ويجب أن يكون الاختيار للأنسب لقيادة الجمعية، خلال المرحلة المقبلة، ويجب على العضو أن يتحرى الدقة في اختيار الأنسب.
لهذا نتوقع أن تشهد الانتخابات منافسة قوية حامية الوطيس بين القوائم الثلاثة، خاصة بعد أن ظلت القائمة الحالية "قائمة التعاون" تُدير الجمعية لسنوات لعدم وجود منافسين خلال السنوات السابقة، وكان يتم التصويت لها بالتزكية من قبل أعضاء الجمعية العمومية، وأرى أن الأمر الآن مختلف لوجود قوائم لها القدرة على المنافسة لما لها من خبرات في مجال العمل الصحفي والإعلامي، ولكل قائمة رؤيتها ورسالتها في قيادة دفة الجمعية والرقي بأهداف الجمعية ورفع مكانة الصحفي العماني.
هناك دعوات من هنا وهناك بأهمية ضخ دماء جديدة من الصحفيين للانضمام كأعضاء مجلس الإدارة خاصة من فئة الشباب، ولا شك أن هذا التوجه تؤمن به كل القوائم والمتنافسين للفوز بعضوية مجلس الإدارة للدورة المقبلة.
كما إن من بين المطالبات أن تتدخل وزارة التنمية الاجتماعية بوضع قوانين لا تسمح بإعادة انتخاب مجلس الإدارة لأكثر من دورتين، وذلك لإعطاء الفرصة لمن يرغب مستقبلاً في تشكيل قائمة لترؤس مجلس إدارة الجمعية.
ما أتوقعه كأحد أعضاء ومؤسسي هذه الجمعية، أن نجد تنافسًا قويًا، ويجب أيضا أن تكون الجهات الرقابية للعمل الانتخابي متابعة حتى تضمن نجاح العملية الانتخابية لهذا السباق بين القوائم الثلاثة.
وفي هذا المقام استحضر البدايات الأولى لتأسيس جمعية الصحفيين العمانية والفريق المؤسس؛ حيث تشرفت أن أكون مع هذا الفريق الذي عمل بإمكانيات بسيطة جدا، حتى تم إشهار هذه الجمعية التي تكمل هذا العام مسيرة 20 عامًا. وقد كنت شاهدًا على التحولات والتحديات وكذلك الإنجازات التي حققتها الجمعية خلال فترة التأسيس حتى جاءت الموافقة والمكرمة السامية من قبل السلطان طيب الذكر قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- بتخصيص قطعة أرض في مرتفعات المطار لبناء مقر لثلاث جمعيات وهي جمعية الصحفيين العمانية وجمعية الكتاب والأدباء والجمعية العمانية للسينما. ولعل جمعية الصحفيين كانت الأكثر حضورًا من بين هذه الجمعيات؛ نظرًا لما قدمته من إنجازات في خدمة قطاع الصحافة والإعلام. وما زلت أذكر دعوة معالي المستشار الوزير المتقاعد عبدالعزيز الرواس لأعضاء مجلس الإدارة المؤسس في مكتبه؛ حيث نقل لنا شكر السلطان الراحل على ما تقوم به الجمعية من أعمال جليلة لترسيخ دورها في العمل الصحفي والإعلامي، ومما قاله لنا إن هناك مكرمة سامية بتخصيص مبلغ 200 ألف ريال سنويًا لهذه الجمعية، والحمد لله ما زال المبلغ المخصص للجمعية مستمرا، ولم ينقطع طوال هذه السنوات.
أخيرًا.. أتمنى من كل قلبي النجاح للجميع، وأتمنى من القائمة الفائزة أن تضع ضمن أولوياتها دعم الصحفيين والوقوف معهم في محنتهم والدفاع عن حقوقهم، والعمل على وضع برامج هادفة لصقل قدراتهم المهنية وأن تكون رسالتهم قائمة على مبدأ الصدق والأمانة والمهنية في نقل الخبر.