البوسعيدي: الاستراتيجية الشاملة للمحافظة تركز على التنويع الاقتصادي

مشاريع استثمارية واعدة في مسندم لتحقيق النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية

...
...
...
...
...

الرؤية- مريم البادية

تشهد محافظة مسندم تنفيذ عدد من المشاريع التنموية والخدمية في العديد من القطاعات، مثل قطاع الطرق وقطاع التعليم وقطاع الصحة وغير ذلك من القطاعات المرتبطة بحياة المواطنين والمقيمين، وفي ظل التوجه نحو تنويع مصادر الدخل وتطوير البنى الأساسية واللوجستية لجذب الاستثمارات الأجنبية والارتقاء بقطاع السياحة، واستغلال المقومات الطبيعية والتاريخية.

وأكد معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، أن الاستراتيجية الشاملة للتنمية الاقتصادية والتخطيط الشامل لمحافظة مسندم 2040،  تقوم على التركيز على التنويع الاقتصادي في المحافظة من خلال تطوير أبرز القطاعات الاقتصادية المتمثلة في القطاع اللوجستي وقطاع السياحة لتطوير الاقتصاد المحلي، وقطاع الثروة السمكية ويشمل موانئ الصيد ومشروعات القيمة المضافة والاستزراع السمكي، والتجارة والصناعة كون الاقتصاد محركا أساسيا في التنمية المستدامة.

وأضاف- في تصريحات إذاعية-  أن محافظة مسندم لها طبيعة جغرافية لا تخلو من التعقيد؛ حيث إن 1800 كيلومتر مربع منها 60 كم مربع عبارة عن أرض مستوية، والباقي عبارة عن تلال وسلاسل جبلية، إضافة إلى مساحة بحرية لها طبيعة حدودية خاصة، مبيناً أن المحافظة تتميز بجمال طبيعي حيث تطل على مضيق هرمز الذي يعد ممرا دوليا مهما.

وأشار معاليه إلى أنه يتم التركيز على ربط الولايات بالطرق لتسهيل عملية الانتقال والتجارة، وتعزيز النشاط الاقتصادي كالاستيراد والتصدير بحكم الموقع الجغرافي للمحافظة، مضيفا: "يعد الطريق الرابط بين ولاية خصب وولاية دبا مشروعا استراتيجيا وله أهميته التجارية والاجتماعية، كما أن هناك دراسات استشارية لتطوير مطار خصب".

وفي القطاع الصحي، أوضح محافظ مسندم أن هناك الكثير من المشاريع التي يتم تنفيذها، مثل مستشفى خصب الجديد ومستشفى مدحا، مضيفا: "عملت المحافظة على تطوير المنظومة التعليمية بتوفير 17 مدرسة، منها 4 مدارس خاصة، والعمل على إضافة مدارس حكومية جديدة في كل من ولاية خصب ودبا، أما بالنسبة للتعليم العالي فهناك فرع جامعة التقنية في مسندم والتي سيبدأ العمل به في مطلع الشهر القادم لاستقبال الفوج الأول من الطلبة والطالبات".

وتابع معاليه قائلا: "يتم العمل الآن على إنشاء ميناء متفرد في ولاية دبا باستثمار يقترب من 40 مليون ريال عماني، كما أن هناك مخططات حضرية بالتعاون مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني لسهولة الحصول على أراض استثمارية، حيث تم تخصيص أرض لمدائن في مدينة محاس الصناعية بولاية خصب والتي ستعمل على تهيئة مساحات قابلة للاستثمار أمام المستثمرين من خارج البلاد، والتي بدأت بالفعل في استقطاب بعض المستثمرين، حيث بدأنا بتوقيع 12 اتفاقية بقيمة تقترب من 40 مليون ريال عماني في المرحلة الأولى".

وفي قطاع الزراعة والأسماك، قال معاليه إنه تم توفير أراض للاستثمار الزراعي، كما يحظى القطاع السمكي باهتمام خاص حيث يتم إنشاء مرافق في منطقة بخا إلى جانب إنشاء سوق للأسماك في ولاية خصب، وإعادة إنشاء سوق الأسماك في ولاية دبا، وطرح مناقصات لتطوير ميناء الصيد في بخا وميناء آخر مرتبط بنيابة ليما.

وفي السياق، يؤكد الدكتور يوسف بن حمد البلوشي الخبير الاقتصادي، أن مسندم تنفرد بمميزات استراتيجية تضعها على رأس سلم أولويات المستثمرين،  في ظل تنفيذ العديد من المشاريع التنموية التي ستنعكس على توفير المزيد من الوظائف وزيادة زخم النشاط الاقتصادي في إطار التنمية الإقليمية للمحافظات.

وأشار إلى أن المحافظة تحظى بعناية كبيرة من قِبل الحكومة، إذ ظهرت علامات هذا الاهتمام من خلال التطور الشامل الذي شهدته المحافظة في مختلف المجالات، لافتاً إلى أن من ركائز الاستراتيجية الاقتصادية لمحافظة مسندم تطوير البنية الأساسية والمرافق العامة وتحسين جودة وفعالية المساحات العامة وحماية المقدرات الطبيعية للمحافظة واستثمارها لتعزيز التنمية الاقتصادية على المدى البعيد، كإنشاء المتنزه الوطني الطبيعي، كما ستركّز الاستراتيجية على التنويع الاقتصادي من خلال الاستثمار في عدة قطاعات مثل القطاع السياحي واللوجستي والثروة السمكية والقطاع التجاري والصناعي من خلال إيجاد تنمية اقتصادية مُستدامة وتحفيز النمو الاقتصادي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية والإرث الثقافي والقيم الاجتماعية في المحافظة.

وتقوم غرفة تجارة وصناعة عمان بدور رائد في تعزيز بيئة الأعمال وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي للنهوض بمسندم، من خلال تسهيل الإجراءات ودعم للقطاع الخاص من قبل كافة الجهات والمعنية وذات الاختصاص؛ للوصول إلى تنمية شاملة وتكامل في الأدوار وصناعة تنوع في الأنشطة والقطاعات الاقتصادية بالمحافظة وتنمية القطاع الخاص، وتذليل معوقاته ودعم الاستثمار في القطاعات الواعدة بشكل ينسجم مع الخطط والإستراتيجيات والرؤية الاقتصادية للسلطنة.

وقال محمد بن راشد الشحي مدير فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة مسندم، إن الفرع نظم العديد من المبادرات لمنتسبي القطاع الخاص بالمحافظة لتسهيل بيئة الأعمال وبناء قدرات مؤسسات القطاع الخاص وتمكينها وتعزيز الجانب الاستثماري في كافة المجالات الاقتصادية، مشيرا إلى أن الفرع نفذ خلال العام الماضي 29 برنامجا لمبادرات متنوعة، و13 ورشة عمل وعقد 41 اجتماعا ونفذ 13 زيارة.

وذكر الشحي أن من أبرز المبادرات هي مبادرة "إنجاز وتخليص" بهدف تخليص معاملات منتسبي الفرع وتقديم التسهيلات الآزمة لهم، حيث تم إنجاز 234 معاملة من معاملات جهاز الضرائب لـ 198 شركة مستفيدة، وكذلك تم تخليص 123 طلبا من معاملات بنك التنمية العماني، إلى جانب مبادرة "مناقصات مسندم" حيث تم الإعلان عن 93 مناقصة، فيمات بلغ عدد معاملات التجديد 547 معاملة إلى جانب 1083 ألف معاملة تصديق.

من جهته، قال صالح البادي رئيس مجلس إدارة نخيل الشمال العالمية وخبير متخصص في الشأن المصرفي والاستثماري والاقتصادي، إن الزيارة المرتقبة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى محافظة مسندم دليل على الاهتمام السامي بمسندم، مبينا أن المحافظة تزخر بالمشاريع الواعدة.

وأوضح: "مشروع طريق ليما - دبا - خصب ظل بين متخذي القرار لسنوات طويلة،  ولكن جلالته- أعزه الله- وضعه ضمن الأولويات لتصدر التوجيهات السامية ليتم اعتماد المشروع والبدء في تنفيذه بهدف ربط أجزاء المحافظة بشبكة طرق داخلية، لتسهيل الحركة الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية وغيرها".

ولفت إلى أن مشاريع المحافظة السياحية تمت بشكل جيد، ولكن المحافظة بحاجة إلى مشاريع أكبر من الناحية الاستثمارية والمالية، موضحا: "المحافظة بحاجة إلى تطوير كبير في مينائها التجاري ليتشارك كأول ميناء داخل مضيق هرمز مع موانئ كثيرة في صناعة اقتصاديات مميزة، خصوصا وأن المحافظة لها ثقل اقتصادي مميز من ناحية موقعها الجغرافي، كما أن ميناء خصب هو أحد المنافذ الاقتصادية المهمة، ويساهم في تعزيز الحركة السياحية والتجارية لا سيما من خلال استقطابه السفن التجارية الكبيرة، وهو بمثابة منفذ تجاري نشط خصوصا بعد التوسعات الجديدة التي شهدها الميناء خلال الفترة الماضية، والتي تمثلت في إضافة كاسر أمواج رئيسي وأرصفة تجارية وتعميق حوض الميناء لاستيعاب الحركة المتزايدة مع الأسواق واستقبال السفن السياحية القادمة إلى المحافظة، كما تشير الإحصائيات الصادرة أن عدد السائحين حتى شهر ديسمبر 2023 عبر السفن العملاقة وصل إلى 76,156 ألف سائح، كما بلغ عدد السفن خلال تلك الفترة مايقارب 52 سفينة عملاقة".

تعليق عبر الفيس بوك