د. أحمد بن علي العمري
إن الشجاعة بمعناها التفصيلي والشامل لا توجد سوى في حي الشجاعية بغزة وفي عموم غزة العزة والنصرة للإسلام والمسلمين، شاء من شاء وأبى من أبى، فهذه هي الحقيقة والواقع والمنطوق والمدلول.
وبعد القصف العشوائي المدمر على هذا الحي وتسوية جميع مساكنه على رأس ساكنيها بالأرض وبعد التدخل البري للجيش الصهيوني الغاشم في هذا الحي، ها هم المقاومون الأشاوس كل يوم يحققون انتصارًا جديدًا من هذا الحي الصامد الصابر المحتسب. إن حي الشجاعية اسم على مسمى؛ فالشجاعة مستنبطة من اسمه، قولًا ومعنى ومدلولًا.
فلله دركم من رجال، والله يعين هذه العزائم التي لا تلين ولا تضعف ولا تستسلم، والله ينصركم دنيا وآخرة.
واسمحوا لي هنا الأعزاء الكرام أن أعود بالذكرى الأليمة إلى حرب أمريكا على العراق عندما زعموا وجود سلاح نووي في هذا البلد العربي الكبير، وفي نهاية الأمر تبين أن كل ما سيق كان محض كذب وخداع لكل العالم، وتحول العراق من بلد غني بالنفط ولديه نهران عظيمان هما دجلة والفرات، يشكلان أحد الاقتصادات الآمنة والمستقرة في العالم، وتحويله إلى بلد فقير. وقد كان النهب داخلياً وخارجياً على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وفي الأخير، أثبتت الأيام والواقع أنها تمثيلية محددة الأهداف والمعاني والمقاصد بعد تدمير العراق وكسر بنيته التحتية، وحل جيشه، أحد أقوى الجيوش في الوطن العربي وهنا يكمن بيت القصيد!
وما يحدث في غزة اليوم والمؤازرة العُمانية قيادة وحكومة وشعبًا للأشقاء في فلسطين، يؤكد نهجنا القويم في مناصرة المظلوم ودعم المستضعفين.
تحية لسلطنة عُمان في موقفها المشرف سلطاننا وسياسة خارجية عبر وزارة الخارجية ومفتيًا عامًا وشعبًا على هذا الموقف النبيل، وسوف تظل سلطنة عُمان تصدح بالحق والواجب وما يمليه عليها ضميرها وواجبها.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.