نعم سعادة السفيرة.. صوت عُمان مسموع في واشنطن

 

 

حمود بن علي الطوقي

 

تابعت تصريح سفيرة الولايات المتحدة لدى سلطنة عُمان سعادة آنا إسكروهيما التي تحدثت عبر منصة "إكس" أنها تولت منصبها، والمنطقة تمر بمرحلة صعبة بسبب الأوضاع والحرب القائمة على غزة، وأكدت تضامنها مع الشعب الفلسطيني وأن دولة فلسطين تستحق أن تعيش في رخاء، كما أشادت بجهود الدبلوماسية العُمانية واصفة صوت عُمان بأنه مسموع في واشنطن.

حقيقة اعتبر تصريحها مبادرة طيبة كونها تعرف بنفسها كسفيرة جديدة وموجهة رسالتها إلى الشعب العُماني. لكن في المقابل كانت الردود متابينة من الجمهور العُماني، إذ طالبها المغردون أن توصل رسالة إلى الرئيس جو بايدن بوقف الحرب على غزة. كما عبّر العُمانيون عن رفضهم وغضبهم تجاه الدعم اللامحدود والمباشر والعلني من الولايات المتحدة للكيان الصهيوني في حربه غير العادلة وقتله للأبرياء في فلسطين باستخدام الأسلحة المُحرّمة دوليًا والدفع نحو تهجير الشعب الفلسطيني المرابط والمتمسك بحقه في العيش الكريم.

السفيرة الأمريكية أكدت أيضا المواقف العُمانية وذكرت أن عُمان تشتهر بدورها في نشر رسالة التسامح والاحترام وفتح قنوات الحوار المتبادل، وما لفت انتباهي تأكيدها الجهود العُمانية والدور التي تؤديه الدبلوماسية العُمانية، وقالت إن صوت عُمان يصل إلى واشنطن، في إشارة إلى جهود الدبلوماسية العُمانية في المفاوضات من أجل تحقيق العدل والسلم.

في تقديري هذا التصريح من سعادة السفيرة الأمريكية في غاية الأهمية وأنا أقول لها أصبت كبد الحقيقة فصوت عُمان مسموع ومؤثر، وليس في واشنطن فحسب؛ بل في كل بقاع الدنيا؛ كونه صوت يتصف بالحكمة والدراية، ويتميز بأسلوب راق في الحوار.

العلاقات بين عُمان وأمريكا عميقة ومتجذرة، بدأت منذ أن استقبلت نيويورك أول مبعوث عُماني وعربي وهو السفير أحمد بن نعُمان الكعبي عام 1840م تقريبًا. ومنذ هذا التاريخ والعلاقات بين البلدين في نمو وتميز. وأودُ أن أذكِّر سعادة السفيرة بالاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات.

لهذا يا سعادة السفيرة، في المقابل على واشنطن أن تحترم صوت عُمان وتتفاعل مع هذا الصوت الذي جاء رافضًا لهذه الحرب؛ حيث جاء الموقف العُماني ثابتًا وصريحًا مُستنكرًا هذا العدوان الغاشم.

ولذلك يجب على سعادة السفيرة أن تعلم رفضنا للسياسة الأمريكية المنحازة للكيان الصهيوني، وأن شعوبنا العربية والمسلمة لجأت لاستخدام سلاح المقاطعة للعديد من الشركات الأمريكية، التي أعلنت تأييدها لإسرائيل، وكان الشعب العُماني من بين الشعوب التي أعلنت المقاطعة.

وما زاد من الطين بلة، استخدام الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الأممي الداعي لوقف إطلاق النار على قطاع غزة، وإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور، وإغاثة المدنيين هناك، رغم تحذير الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية الدولية حول الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة وانهيار قدرة وكالات الأمم المتحدة على القيام بواجباتها. ولذلك أعربت سلطنة عُمان، رفضها لانحياز الإدارة الأمريكية ودعمها اللامحدود للكيان الصهيونى وتزويد إسرائيل بالدعم والسلاح لقتل الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل.

وأخيرًا.. أقول لسعادة السفيرة الأمريكية الجديدة إن استمرار الموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال الإسرائيلي سيزيد من الاحتقان الشعبي تجاه الولايات المتحدة، ويتعين عليكِ تبني موقف يدافع عن المصالح المشتركة للبلدين الصديقين.