عاد الإسلام غريبًا كما بدأ غريبًا

 

‏راشد بن حميد الراشدي **

 

لقد عاد الإسلام غريبًا كما بدأ غريبًا، وقد أصبحت سنن الكون تعبث فيها اليوم شرذمة تتحكم في شؤون النَّاس في عالم بات عجيبًا حكمه وقوله وأفعاله.

أكثر من مليار مُسلم يشكلون أكثر من ثلث من يُعمِّرون ويسكنون الأرض في سبات وفي هويةً سحيقة فرضتها عليهم أنظمة علمانية متصهينة، فجعلتهم تائهين في الأرض باحثين كالأنعام عن شهواتهم وملذاتهم الدنيوية، فأردناهم صرعى بين أتون حياة ما خلقهم الله فيها إلا لعبادته وعمارة أرضه واستخلافها بالخير والصلاح.

لقد عاد الإسلام غريبًا كما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحاطًا بأعداء الله من كل صوب ليقضوا عليه ولكن بفضل إرادة الله وجهاد فئة قليلة تحقق النصر؛ فسطع نوره في السموات والأرض، واليوم يعود غريبًا ليس من قلة عدد وعُدة، وإنما من خيانة وضعف إيمان والبحث عن الملذات والسعي نحو العزة والمجد التي خلّفت من يركع تحت طغيان أعداء الله ورسوله، فباع البعض نفسه للشيطان لنرى هذا الخوان الذي جعل من بيننا من هم مُستعبدين.

لقد عاد الدين غريبًا وأطفال ونساء وشيوخ وشباب فلسطين يقتلون بلا ذنب ولا هوادة، جرمهم الوحيد الدفاع عن دينهم ووطنهم وعزتهم وكرامتهم وإخوانهم قد أطبق عليهم الصمت خوفًا من فتك اليهود بهم فلا رادع يردعهم ولا أمة تقمعهم، ارتكبوا ابشع مجازر التاريخ والكل مكتوف الأيدي حتى من الصراخ في وجه الشيطان فقد باع المسلمون أنفسهم وأصبحوا قوما خواء وكثرةً كغثاء السيل لا فائدة منه.

عاد الإسلام غريبًا وقد تبدلت في بعض بقاع الأرض مسمياته بأسماء غريبة تدعو للتسامح والتشارك مع عقائد فاسدة لأنه دين يدعو إلى الوحشية والكراهية وهو الذي أُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين وهدى للمتقين وسعادة للإنسان في منهاج حياته واصطفاءً له من رب العالمين ليعيش في سلام ًوأمان واطمئنان مقرونا بمرضاة ربه وصلاح أمره فعادت حبائل الشيطان تملأ الأكوان بظلمها وفجورها وبغيها حتى تكالبت علينا الأمم.

اليوم محّص الله الحق من الباطل ففضح الجميع أمام الأشهاد في غرابة دينهم وسوء عملهم وقبح جريرتهم فما حصدته أيديهم اليوم من مساندة ودعم للظالم سيعود عليهم غدَا وبالًا وأضعافًا مضاعفة فالله غالب على أمره ولن ينسى أمر عباده المستضعفين فلا أحقر من خيانة الأخ لأخيه وأذل من باع دينه وخلقه وعزته وكرامته لمحتل ظالم غاشم.

عاد الإسلام غريبًا وسيشع نوره من جديد على أيدي عباده المتقين فإنما هي ظلمة ليل سيشرق فجرها غدًا بإذن الله وستنكشف الغمة التي سادت الأكوان وإن نصر الله قريب.

فدين الله غالب، وهو المنتصر لأنه دين الحق نزل من رب العالمين وسيعود منتصرًا بإذن الله يحكم بالخير بين أهل الأرض من عباده المتقين الصالحين.

اليوم نرفع أكف الضراعة والدعاء لله الواحد القهار أن ينصر إخواننا في فلسطين ويخزي عدوهم ويشتت شمله في البلاد كما شتت بظلامهم من قبل، فلا مستقبل للعدو سوى الدمار والشتات بإذن الله.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية