لماذا يصم العرب آذانهم؟

علي بن حمد بن عبدالله المسلمي

aha.1970@hotmail.com

يتساءل المرء بعد أن أضحت القضية الفلسطينية قضية عالمية لا لبس فيها ولاجدال ولا مراء، يعرفها القاصي قبل الداني والصغير قبل الكبير بفضل الشبكة العنكبوتية ووسائطها ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية التي جعلت من العالم قرية صغيرة بعد أن انكشف الغطاء عن بني صهيون ومن شايعهم في غزة رمز العزة والكرامة العربية.

إن ما يحدث في مدينة غزة من قتل وتدمير وإلقاء قنابل وزنها آلاف أرطال وقنابل فسفورية محرمة دوليا، وهدم المباني على رؤوس ساكنيها، وقتل الصحفيين واعتداء على المستشفيات وسيارات الإسعاف وتدمير الطرق وقطع الماء والكهرباء عن المدنيين يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وجرائم حرب تدين مرتكبيها في المحاكم الدولية المختصة في هذا الشأن.

إن الناظر للمشهد العربي ومؤسساته تجاه ما يفعله الصهاينة ومن شايعهم في غزة يندى له الجبين وتشمئز له النفوس لم يصل إلى ردة فعل حازمة وقوية بل توقف على الشجب والندب والإدانة والخطب الرنانة والمؤتمرات واللقاءات الخاوية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

ومن خلال المقارنة بيننا نحن العرب وبين الجهات الداعمة لبني صهيون يجد البون شاسعا، فهم منذ اليوم الأول تحرك قادتهم وبوارجهم وأساطيلهم وقدموا الغالي والرخيص؛ من أجل ربيبتهم إسرائيل؛ بل اشتركوا بأقوالهم وأفعالهم في تدمير غزة وتشريد أهلها وقتل نسائها وأطفالها وشيوخها.

أما بنو جلدتنا فمنهم من شايعهم في تشديد الحصار اللاإنساني على أهل غزة ومنهم من تواطأ بتشديد القبضة الأمنية على المرابطين في الضفة الغربية والقدس والمدن الفلسطينية الأخرى لصالح دولة إسرائيل ومنهم من يتخابر مع دولة الاحتلال ضد بني جنسه ومنهم من سارع إلى خطب ودها بالتطبيع معها وباع قضية فلسطين ومنهم من يريد محو ما يسمى بالإسلام السياسي واستبداله بالدول المعتدلة المطبلة والمزمرة والمطبطبة للكيان الغاصب ومنهم من يطبق المثل العماني القائل إذا سلمت "ناقتي ما عليّ من رفاقتي".

إن من يمعن النظر في الوضع العربي الراهن ومؤسساته كالجامعة العربية والبرلمانات العربية ومجلس التعاون الخليجي والرأي العام العربي والمثقفين والعلماء يصاب بالدهشة والحيرة والقشعريرة حيث أصابها الوهن ولم تتحرك قيد أنملة ما عدا نعيق هنا وهناك. وامعتصماه وواصلتاه هل عجزت نساء العرب أن تلد أمثال أبي سليمان والفاروق وصلاح الدين والظاهر بيبرس.

إن نجدة أهل غزة أضحت فريضة بعد أن تكالبت عليها قوى الشر ولم يعد يجدي الفرجة والانتظار لأننا سنسأل أمام الله بسبب خذلاننا لهم وعدم نصرتنا لهم .

سيكتب التاريخ وتروي الأجيال ما فعله أخوانهم العرب تجاههم وتجاهلهم لهم خلال هذه الفترة من التاريخ والرضوخ المشين للصهاينة رغم الفعل المستهجن والقبيح الذي تجرد من الإنسانية وهم يمتلكون أدوات الفعل والعمل فأينك في هذه اللحظة يا فيصل بن عبد العزيز لتقطع دابر الشر بكلمة واحدة توقف مصادر الطاقة عنهم حتى تتلبد حياتهم وتظهر سوءاتهم ويعيدوا النظر فيما هم سائرون إليه.

إن أهل غزة أباة حماة أبطالهم صناديد لا يخافون في الله لومة لائم هل نتركهم للذئاب تنهشهم وحيدين وهم يصدون عنَّا كيد المجرمين إن قادتنا يمتلكون أدوات الضغط على الصهاينة ومن شايعهم ففي الاتحاد قوة والضعف خور فهؤلاء لا يتورعون من الفعل فهذا أحد وزرائهم كشف عن أنيابه ويريد إلقاء قنبلة على غزة لإبادتها وهو يعبر عن صهيونيته الحاقدة دون مراعاة أو اكتراث وإنما لإشباع نزواته ورغباته.

فيا أمة العرب استفيقي وأفيقي فالدائرة تدور فهؤلاء خططهم ظاهرة للعيان يريدون أمجادا ليست لهم ويحلمون بدولة من النهر إلى البحر عقيدتهم دموية لا يراعون إلًّا ولا ذمّة. فالبدار البدار قبل فوات الأوان.

تعليق عبر الفيس بوك