قصيدة: جراح غزة

شعر/ عامر بن سعيد بن عبدالله الغافري

 

 

ما عشتُ دهريَ صفوًا من فواجعهِ

ولا صحبتُ زمانا خاليَ السدمِ

 

ولا اتكأتُ على أعواد فرحتهِ

إلا اكتويتُ وعاد الصفوُ بالألمِ

 

جراحُ غزةَ من يجلو مواجعَها

ومن يصد جبالَ القهرِ والظُلَمِ

 

تزمجرُ الحربُ في أمشاج خيمتِها

والأقربون دعاة الفتك والنقمِ

 

أبيّةٌ وسهامُ الغدرِ تنهشُها

عصيّةٌ ونيوبُ الحِقد في نَهَمِ

 

لا ينزِل الذلُ في أفياء مسجدِها

ولايبيتُ بدار العزِ والشممِ

 

لا يسألون فُتاتًا يومَ مَسغبةٍ

على الكفافِ ولا يشكون من قَرَمِ

 

كأنّ ساحتَها وقْفٌ لملحمةٍ

كأنّ أبطالَها رهْنٌ لمُحتدَمِ

 

متى انجلى القصفُ حتى عاد وابِلُهُ

متى نفضتِ قيودَ الحَصر والتُّهمِ

 

مسلسلٌ حلقاتُ الكيدِ يَحبِكها

صهيونُ مِن عَرَبٍ صهيونُ مِن عَجَمِ

 

وكل يومٍ برعدِ القصفِ ساهرةً

وذو الخؤولةِ والأعمامُ في التَّخَمِ

 

سيسفرُ الصبحُ عن أشلاءِ  خِيرتِها

ويهرفُ العُربُ بالصولاتِ والشيمِ

 

كتائبَ الحقِ ذودي عن كرامتِنا

فنحن أضيعُ مِن يُتمٍ ومِن بَهمِ

 

وتألمون وهذا الظلمُ يؤلمُهم

وتأملون من الوهاب ذي الكرمِ

تعليق عبر الفيس بوك