راشد بن حميد الراشدي **
حارات صمدت مع تقلبات الدهر.. أبراج وأسوار ومنازل شاهدة على حضارة وإرث هذا الوطن وتاريخه التليد، أينما تذهب في ربوع سلطنتنا الحبيبة، تجد تلك المآثر الصامدة التي تدلل على قدم تاريخ هذا الوطن وعبقرية أهله وتقدمهم في مختلف المجالات؛ ومنها فنون العمارة والاستحكامات الحربية والتنظيم، وغيره من دلائل تلك الحضارات المتعاقبة منذ آلاف السنين.
اليوم ومن خلال تأثر العديد من هذه الآثار واندثار بعضها وتعرضها لعوامل الطبيعة والزمن، وجب التأكيد على أهمية الإسراع في حماية تلك الشواهد التاريخية التي تحمل بين ثناياها تاريخًا تليدًا وماضيًا عريقًا لاجدادنا العظماء.
والاهتمام بترميم تلك الحارات والإرث الذي تحمله ووجود خطط لترميم وصيانة ذلك التاريخ الذي تحمله تلك الحارات والمآثر عبر قرون من الزمان، لا شك أنَّه واجب وطني يجب على الجهات المسؤولة والمواطنين الاهتمام والاعتناء به.
واندثار تلك الحارات والحصون والأبراج والأسوار التاريخية نتيجة عوامل التعرية والزمن وتعرض بعضها للسرقة هو خسارة للوطن وإرثه التليد؛ فالزائر لهذه الحارات ينبهر بما وصل إليه الأجداد من حضارة جسدتها تلك الحارات من حيث فنون العمارة واستخدامهم للخامات المحلية من البيئة العمانية والتي تدلل على التقدم الذي كانت عليه تلك الحضارات.
إنني آمل- ومن خلال هذه المقالة- في جذب الانتباه نحو الاهتمام بتلك الحارات والمآثر التاريخية والمحافظة عليها قبل اندثارها، وأُشيد بجهود وزارة التراث والسياحة والمواطنين في ترميم العديد من تلك الآثار وصيانتها والمحافظة عليها؛ حيث كانت آخر تلك الفعاليات ما قام به أبناء ولاية سناو من تنظيف لبعض الحارات من أجل المحافظة عليها وتعريف المشاركين بتاريخها والأحداث التي وقعت فيها على مر العصور.
حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها وتاريخها التليد الضارب في القدم والذي يحكي قصص حضارة شامخة منذ آلاف السنين.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية