قواعد الصمت "الرشيدة"

 

عائض الأحمد

في علم الإدارة وتسلسل العمل الوظيفي، هناك قواعد يجب التقيد بها لتصل إلى رأس الهرم، كما هي في نظام القضاء والتعلم إلى آخره، فليس من المنطق تجاوز صلاحيات أصحاب الشأن لكي تصل مباشرة اعتقادا منك بأن مشكلتك هي نهاية العالم، وعلى كل فرد في هذه المؤسسة أن يقف الآن وليس غدا لإنهاء ما يظن أنه أكبر من قدرته على الانتظار  إلى ساعة الوصول لما تريد.

نتفهم أن هذا سلوكا إنسانيا ليس للغرابة فيه مجال، فكلنا هذا الرجل نحن نفقد السيطرة على تصرفاتنا ومعتقداتنا  وما تعلمناه أحيانا حينما نقع في مثل هذا، وقلة منَّا من يستوعب الدرس لأول وهلة، وهذا ما يسمى بالمرحلة "الرشيدة" واستدعاء العقل قبل أي شيء آخر.

متى ما نظرت إلى الأمر بعين الرضا وتواطأت معه بابتسامة يعلوها ملامح "لا شيء يستحق كل هذا"، فقد وصلت إلى سلم مبتغاك، وتجاوزت كل قواعد الهرم المقلوب وبنيت "سداسي" أضلاع أنت قطره ومركز انطلاقه وقد تثب على زواياه دون أن تصاب برعشة خوف من قادم كنت تعتقده مستحيلا فإذا به شيء من أشيائك تفقدها مرة وتستعيض عنها بما هو أهم مرات.

من جعل الخوف بديل الطمأنينة والسخط أقرب منه للرضا، والصفح أبعد من أن يطوله وهو ينشد القرب، فقد حرم نفسه لذة المرحلة وسقط في مستنقع عمره على أمل أن يبقى منه ما يشعره بوجود أكمل صبغته السوداء برداء أبيض لم يلبث أن يظهر، مهما أخفاه عن الأعين وإن كان يعلمه قبل غيره، إرادتك أقوى من أمنيات تجول بخاطرك، فجعلها حقيقة وقف على مرحلتك بأقدام ثابتة، لاينقصها خبرة ولا ترجوها أعين حاسد جعلته خلفك منذ زمن.

ختاما: لا تنظر إلى النَّاس بأعينهم.

شيء من ذاته:

تقول لي اذهب أينما شئت؛ فطريق العودة من هنا.

نقد: "الفكرة" فيما نطرحه ليست بالكثرة، ولنا في زمن المشاهير عبرة.