نحو عام دراسي حافل بالإنجاز

 

منى بنت حمد البلوشية

بدأ العام الدراسي الجديد حاملاً معه بُشرى جديدة وأملا جديدا وأعينًا شاخصة لمستقبل أبناء عُمان الحبيبة، حاملين خلف أكتافهم رؤية قريبة المدى لتحقيق طموحات وأهداف يودون القيام بها، معاهدين أنفسهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لأجل راية العلم، وأن يكون لهم اسم يسطع في سماء العلم والتميز والتفوق.

هكذا هم أبناء عُمان يسعون لتحقيق ما يصبون له بكل إرادة وعزيمة، حيث جاء في خُطب الجمعة التي كانت بعنوان " نحو عام دراسي حافل بالإنجازات" الكثير من العِبر والمواعظ التي لا بد لكل طالب علم أن يتحلى بها ويقف لحظات معها متمعناً لتلك العبارات والكلمات التي تعتبر دررا وكنزا لكل منهم، وهم يحملون حملاً ليس ثقيلا إن تسلحوا به بكل تفاؤل وهمة لأن يحققوا مرادهم.

عندما جلست أمام شاشة التلفاز وأنا أستمع لتلك الخُطبة، وجدتُ كل كلمة وعبارة قالها الخطيب تلامسني ولامستني منذ سنوات طويلة وما زالت ترافقني، وكيف كانت لي دافعاً كبيراً لأن أحقق ما أصبو إليه، وها أنا اليوم أقف أمام كل طالب علم ومن هم من أبناء عائلتي  وأبناء عمان الحبيبة، في بداية عامهم  الدراسي الجديد وأحدثهم عن الجهاد الذي لابد لهم أن يجاهدوا لأجله، وأن يحققوا الرفعة لهم وليرفعوا رؤوس والديهم لأجل فرحة ينتظرونها فهي لهم كالتاج، في لحظة ليست كأي شيء منتظر،  وأستحث خطاهم على التوكل على الله قبل شيء وفي كل شيء، والسعي الحثيث الدائم المتواصل على النجاح والتميز.

لا شيء يأتي دون أن نبذل له جهدنا، وإن المعلم الناجح هو من يستطيع أن يجعل  المادة العلمية سهلة ميسرة للطلاب لإيصالها لهم بطرق سهلة، فهم أهل لهذه الأمانة المُلقاة على عاتقهم، ولا ننسى الآباء والأمهات فهم أساس كل شيء قبل أن تتلقى المدرسة والمعلمون أبناءهم، هم من يبدأون معهم ويستحثون خُطاهم ويسارعون لهم بالكلمات والعبارات المحفزة التي ترفع من معنوياتهم، ويكونوا لهم القدوة والعون ليكونوا بناة المستقبل لأنفسهم ولوطنهم، ولا نضع كل المسؤولية على المؤسسات التعليمية فلهم الدور الذي لا بد لهم أن يكونوا في أعلى سلم المسؤولية ولا نلقيها عليهم فقط فكلا الطرفين يكملان بعضا.

ولنزرع في نفوس طلابنا روح التعلم والعلم، والمنافسة الشريفة ليرتقوا بأنفسهم لأعلى سلم العلم، وبأن لديهم من  القدرات والأفكار والطاقات الهائلة  التي يستطيعون من خلالها الوصول لطموحاتهم وأهدافهم وألا تصل لهم كلمات التحفيز والتشجيع متأخرة، وشجعوهم على أن يكون التحفيز نابعاً من دواخلهم ومن الإرادة القوية لأجل صنع مستقبل مبهر وناجح لهم. فكم من طالب يحتاج لأن يُؤخذ بيده علينا ألا نبخل عليه بكلمة تشد من أزره وألا نقف مكتوفي الأيدي، فكلنا راع ومسؤول عن رعيته.

عام دراسيّ حافل بالإنجازات أرجوه لكل طالب علم ومعلم ومربٍ، وكل عام وأنتم بإنجازات محققة وهمم عالية.

تعليق عبر الفيس بوك