ماذا قدمنا لعُمان؟!

 

 

د. أحمد العمري

بداية نحمد الله على نعمة الأمن والأمان ونشكره جل وعلا على نعمة الإسلام والسلام؛ فنحن البلد الوحيد الذي حقق نتيجة "صفر إرهاب" بين دول العالم أجمع، وهذا بفضل رب العزة وبمنةٍ منه جلَّ في عُلاه، وبحكمة قياداتنا الحكيمة من أيام المؤسس الفذ الإمام أحمد بن سعيد، حتى وصولنا إلى فجر النهضة المُباركة التي أسسها وبناها بكل جدٍ وجهد وفكر ونظرة مستقبلية السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الذي اختار لنا وهو في لحظة صدق وصفاء ونقاء مع ربه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وأطال لنا في عمره قائدًا للنهضة المتجددة وربانًا لرؤية "عُمان 2040"، وما نقول إلّا ما قاله الشاكرون "الحمدلله رب العالمين".

إننا في سلطنة عُمان ولله الحمد إخوة متساندين متعاضدين متحابين من مسندم مرورًا بالباطنة شمالها وجنوبها، عابرين البريمي والظاهرة والداخلية، الى العاصمه مسقط، ومن بعدها إلى الشرقية بشمالها وجنوبها، ومن خلال مها الوسطى؛ لنحط الرحال في ظفار وحاضرتها صلالة؛ لنشغف بجمالها الخلاب وتدفق شلالاتها وسحر مناظرها وإخضرار مراعيها، خاصة في هذا الفصل من العام فصل الصيف، الذي ترتفع فيه درجات الحرارة لمستويات قياسية، ليس في عُمان فحسب، إنما في سائر بلدان العالم لتستقبلنا هي برذاذها الناعم وجوها العليل في خريفها الاستثنائي.

ومن هنا فإننا جميعًا كعُمانيين ليسأل كل فرد منا نفسه ماذا قدم لعُمان؟

لقد قدمت لنا عُمان كل شيء في حياتنا منذ ولادتنا، فقد تنفسنا هواءها، ونظرنا إلى سمائها، وعشنا على ترابها الطاهر، ثم بعد ذلك ربتنا وعلمتنا وأوصلتنا إلى ما وصلنا إليه، كل في مجاله المُزارع في حقله، والراعي في مرعاه، والطبيب في تخصصه، والمهندس في ميدان عمله، والمحامي في فضاءات المحاكم، والمُعلم في رسالته التربوية، والقاضي في عدالته، والموظف في أمانته والمسؤول في المسؤوليه الملقاة على عاتقه.

وما زالت تقدم لنا وتقدم الكثير حتى عندما نفارق الحياه تحتضنا بتربتها العزيزه النفيسه الغالية.

لكن ماذا قدمنا نحن لعُمان؟ فمثل ما لنا حقوق، مؤكد علينا واجبات!

ليس بالضرورة ان نكون كلنا جنودًا أو مجندات لنقدم ونضحي لبلدنا، مع تقديري العظيم لرجالنا الاشاوس والماجدات العُمانيات الذين نرفع لهم المصار تمجيدًا وتعظيمًا فنحن لانلبس القبعات حتى نرفعها ولكننا نرفع المصار والتي نرفعها للعظماء فقط.

إن كل واحد منا يقدر يقدم لعُمان كلا في مجال الاختصاص ونطاق عمله كما ذكرنا آنفا وفوق هذا فأنا عندما اميط الأذى عن الطريق أخدم عُمان، وعندما أساعد كفيفًا لعبور الشارع أخدم عُمان، عندما أحافظ على هويتي في لبسي وعاداتي وتقاليدي واكلي وفنوني وتراثي أخدم عُمان، عندما أفتخر بين جلسائي بمنجزات بلادي وبأني عُماني أخدم عُمان، عندما أسافر للخارج وأحافظ على قيمي ومبادي أخدم عُمان، عندما احب أخي العُماني ليس لشيء سوى إنه عُماني فأنا أخدم عُمان. وعندما يكون انتمائي لبلادي وولائي لسلطاني فإني أخدم عُمان.. وبألف ومليون ومليار طريقة أستطيع أن أخدم عُمان.. فلا أحد منا يستصغر قيمته أو يقلل من مكانته لأننا جميعًا نقدر على خدمة عُمان، طالما ظل ذلك توجها وهاجسا ومبدأ وقناعة.

صحيحٌ أننا لن نقدر أن نوفِّيها حقها الكامل ولا حتى جزءًا منه، لكن لنجتهد وكلٌ في مجاله، ولنسأل رب العالمين التوفيق والسداد.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.