حمود بن علي الطوقي
أوجه مقالي اليوم بشكل مباشر إلى الإخوة المواطنين الذين سيُدلون بأصواتهم لاختيار من يرونه مناسبًا في انتخابات الدورة العاشرة التي اقترب موعدها؛ حيث تعمل وزارة الداخلية على وضع كافة التسهيلات لتكون العملية الانتخابية سلسلة من خلال التطبيق السهل والميسر "انتخب".
أعود كما أسلفت في ديباجة هذا المقال للمواطن الذي وحده صاحب القرار باختيار من يراه مناسبًا من أبناء ولايته ويضع ثقته في هذا الاختيار حيث سيتنافس في هذه الدورة 883 مواطنًا ومواطنة، بينهم 33 امرأة لخوض انتخابات الدورة العاشرة التي ستنطلق في شهر أكتوبر المقبل. ومع اقتراب المدة المتبقية فقد بدأ المترشحون من مختلف الولايات إطلاق برامجهم الانتخابية في منصات التواصل الاجتماعي وعقد اللقاءات المباشرة والجماعية من خلال زيارات أعيان البلاد والمثقفين من أبناء الولاية.
حتمًا سيعمل المترشحون بكل ما يملكون من مهارات الإقناع لجذب أصوات الناخبين. حتى يحظون بشرف تمثيل ولايتهم تحت قبة البرلمان التي ستستمر لمدة أربع سنوات، خلال هذه السنوات الأربعة القادمة سيكون من يحظى بشرف الفوز لمقعد البرلمان محظوظ بكل ما تعنيه الكلمة وسيتنقل من حالٍ إلى حال وسيدخل مرحلة جديدة من عمره وسيحظى بلقب "سعادة" يسبق اسمه وسيكون من أصحاب الرأي والمشورة ومن وجهاء البلد، وسيتم استضافته في الحفلات الرسمية بل ستقام الحفلات تحت رعايته، وسيتم وضعه في الاعتبار في مختلف الفعاليات والأنشطة التي تقام بالولاية وسنجده يتحرك بسيارته التي ستتميز عن بقية السيارات بختم شعار المجلس على لوحة سيارته وستمنح له المخصصات الدبلوماسية وغيرها من المميزات التي لم يكن يحلم بها قبيل انضمامه لركب "الشورى".
هنا سأنتقل وسأوجه رسالتي إلى المترشح وأقول له إذا كنت على قناعة بأنك قادر على تحمل المسؤولية ولديك من الممكنات ما يجعلك في موقع المسؤولية وتمثل أبناء ولايتك خير تمثيل وستضع مصلحة الولاية ومصلحة المواطن في المقدمة قبل مصلحتك فتوكل على الله وتقدم بثقة واقتدار. أما إذا كنت لا تملك الأدوات والقدرات وتعتمد على علاقاتك وأيضا شراء الأصوات وليس لك من المجلس إلا رغبة في تحقيق مصلحتك فأدعوك أن تتنحى وتترك المجال لمن هو الأصلح فكل واحد يعرف قدراته في هذا السباق الانتخابي. العضو الذي نريد أن نراه في المجلس لديه من الإمكانيات التي ستُساهم في رفد المجلس بأفكار ومقترحات وطنية قادرة على توجيه بوصلة المجلس نحو تحقيق مطالب المواطنين بأن يكون صوت المواطن هو الأقوى بأهمية تفعيل الصلاحيات الرقابية والتشريعية التي ينشدها الجميع.
كمتابع ومراقب لانتخابات المجلس منذ ثلاثة عقود ماضية أرى أن البرنامج الانتخابي لمعظم المترشحين يُدغدغ مشاعر المواطنين وجل المترشحين يضعون في برامجهم الانتخابية أنهم عندما يصلون إلى القبة البرلمانية سيعملون على تمثيل الولاية وأبنائها خير تمثيل وتجد الشعارات الرنانة تتصدر البرنامج الانتخابي ويضعون حلولا جذرية لقضية الباحثين عن العمل وإيجاد الوظائف وتتماثل الرؤى والأهداف في توفير الخدمات الأساسية؛ التي تحتاجها الولاية وتشجيع القطاع الخاص على توظيف العمانيين وأيضًا الضغط على الحكومة لتبسيط الإجراءات ومحاربة الفساد والرقي بالخدمات الأساسية من التعليم والصحة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
هذه الرؤى والأهداف يشترك فيها معظم المترشحين وتأخذ حيزا كبيرا في الحملات الانتخابية للأعضاء فنجد مترشحين من نفس الولاية يشتركون في الأهداف والرؤى، ويتحاورون مع الناخبين حول أهداف مشتركة، الاختلاف هنا القوة والكاريزما والتخطيط السليم لإدارة الحملة وإقناع الناخب بالتصويت له وبأنه الأكثر كفاءة.
الملاحظ في هذه الدورة بروز عدد من الوجوه الشابة الجديدة وتطرح نفسها بقوة وتلتمس قبة البرلمان وطريق الشورى رغبة منها حسب قولها في المساهمة في خدمة المجتمع.
السباق إلى البرلمان يحتدم بين المواطنين كلما اقترب موعده وقد استغل المترشحون وسائط وقنوات التواصل الاجتماعي لتسويق حملتهم، سواء كانوا ذوي كفاءة أم يرغبون في ركوب الموجة بهدف تشتيت الأصوات أو عنادا لكي يسجل لنفسه الحضور وسط هذا الحشد الذي يتنافس للفوز بهذا المنصب الرفيع.
نعم الفوز بمنصب مجلس الشورى له طعمه الخاص، وليسمح لي القارئ العزيز للتوقف برهة للعضو الذي سيفوز بمقعد البرلمان والذي سيصل بجدارة بواسطة صناديق الاقتراع وبتشجيع من أهالي ولايته الذي آمنوا بقدراته وأوصلوه طواعية لهذا المنصب الرفيع، فهل هذا العضو الفائز سيكون قريبًا من المواطن ويلبي مطالبه ويعمل على ترجمة رؤيته الانتخابية وحتى إذا اعتبرنا أن هذه الرؤية متشابهة مع الأعضاء الآخرين، أم أنه سيضرب بعرض الحائط على الوعود التي قطعها بعد أن أوصلته أصوات الناخبين لقبة البرلمان وقد نال الثقة السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، وحصل على لقب "سعادة".
العضو صاحب السعادة هنا هل سيتذكر الناخب أم سيتناساه بعد أن تغيرت حالته ونال من الهبات ومكارم الحكومة وحصل على ما يريد كونه أصبح قريباً من صناع القرار يلتقي بهم وقت ما يشاء ويمرر مطالبه أولاً قبل مطالب المواطنين وطبعا لا أعمم هنا بل أتحدث عن الفئة التي تضع عينها على المقاعد البرلمانية لتستفيد قدر المستطاع طوال فترة تمثيلها سواء لدورة برلمانية أو لدورتين.
أما العضو الآخر الذي يصل إلى البرلمان ولا نسمع صوته وتكون تحركاته من أجل مصالحه الشخصية، مستغلًا هذا المنصب الرفيع ولا يُلبي مطالب المواطنين ويكتفي بأن يكون هو المستفيد الأول والأخير وينتهز فرصة وجوده لكي يحقق مآربه الشخصية، فهذا الصنف يكتشف أمره ويتجنبه الأهالي في الانتخابات ولا نريد أن نرى من شاكلته في قبة البرلمان، فهذا المكان لا يناسبه وعليه أن يتركه لمن هو أجدر منه للترشح لعضوية المجلس.
نعم هذه هي حقيقة الصنفين من أعضاء المجلس وكل صنف يعرف نفسه وموقعه ومكانته وماذا قدم لمجتمعه ويعرف نفسه إذا كان قد استغل المنصب ليكون هو أكبر المستفيدين.
مجلس الشورى بعد أن تعززت صلاحياته التشريعية والرقابية أصبح من المهم أن يكون العضو المنتخب متميزا وذا كفاءة ودراية ولديه القدرة على دراسة ومناقشة الملفات التي تحولها الحكومة لأخذ مرئيات المجلس، هذا العضو الذي نريده أن يتصدر قائمة المجلس أما من يرى نفسه ليس بالكفاءة ولا يملك مقومات التغيير فنطالبه بأن يفسح المجال لمن هو أقدر منه على تحمل المسؤولية.