رفقًا بالسياحة

 

أحمد بن موسى البلوشي

تُعرّف السياحة على أنَّها: "النشاط الذي يشمل سفر الأفراد إلى وجهات مُختلفة سواء داخل أوطانهم، أو خارج مكان إقامتهم بهدف الترفيه، استكشاف المعالم السياحية، التعرف على الثقافات الأخرى، التمتع بالطبيعة الخلابة، والاستجمام"؛ فالسياحة فعالية اجتماعية واقتصادية تُعزز التفاعل الثقافي بين الشعوب، وتُساهم في تبادل الخبرات والمعرفة بين الثقافات المختلفة، وتُعتبر السياحة من القطاعات الاقتصادية المهمة في العديد من البلدان، وتُعتبر مصدرًا مهماً للدخل والتنمية؛ لذلك توليها الكثير من الدول اهتمامًا بالغًا.

الكثير منا سافر إلى دول مختلفة من هذا العالم، وتعرف على ثقافات الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم، وتعرف على الكثير من البلدان والمدن والقرى والمواقع السياحية، وإذا سألت الكثيرين من المسافرين عن سبب اختيارهم لهذه الوجهات لوجدت بأن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وراء ذلك، بحكم الدور الذي تقوم به هذه الأدوات في نقل ونشر الأخبار عن هذه الوجهات، وطريقة عرض الأماكن السياحة بصورة جميلة وملفتة، وعلى الرغم من ذلك إن سألتهم عن وجود تحديات صادفتهم أثناء سفرهم؟ لوجدت الإجابة بنعم، مثل تأخر رحلات الطيران، زحمة المطارات، تأخر الإجراءات في هذه المطارات، زحمة الأماكن السياحية، غلاء الأسعار، وعدم توفر المساكن.... إلخ، وهذا أمر طبيعي لأنه موسم خاص بالسياحة، وبالتالي تكون هذه التحديات موجودة.

يغمرنا الفرح والتفاؤل كلما سمعنا وشاهدنا أخبارًا عن إقامة فعاليات سياحية في هذا الوطن، وقرأنا معلومة عن تزايد أعداد القادمين من السياح لزيارة البلاد، وغيرها من الأخبار التي تسعد الجميع، أخبار توحي لك بأنَّ بلدك أحد المقاصد السياحية في المنطقة، وهذا وإن دلَّ فإنِّه يدل على التطور والتقدم الحاصل في المجال السياحي، وعلى الجهود التي تبذل من الجهات المختصة، وتساهم في جذب العديد من السياح حول العالم للاستمتاع بالمقومات السياحة المتوفرة لدينا، ولكن ما نشاهده من بعض المواطنين في تغطياتهم للسياحة الداخلية لهو محزن وفي نفس الوقت مؤلم، وأقول هنا محزن ومؤلم لأننا لا نسمع هذا التناقض والانتقاص إلا من أبناء الوطن،  فمع الاحترام الشديد لهم؛ فالصورة التي ينقلونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن هذه المواقع ليست صحيحة، بل بعيدة كل البعد عن الحقيقة، والتحديات التي يتكلمون عنها هي تحديات طبيعية وموجودة في كل دولة سياحية؛ لأننا نشاهد في الجانب الآخر الكثير من السياح من الوطن وخارجه يعرضون ويتكلمون عن إنجازات وتطورات وخدمات متوفرة وفي أماكن مختلفة، فتهافت الكثير من السياح من خارج البلد لهو دليل قاطع على أن قطاع السياحة يمضي في المسار الصحيح، وأن الجهات الحكومية والمدنية تبذل الكثير من الجهود لإبراز عُمان كوجهة سياحية.

إن صناعة السياحة تعد واحدة من أكبر الصناعات في العالم وتؤدي دورًا مهمًا في تحسين الاقتصاد والتنمية في العديد من البلدان؛ لذلك تسعى الكثير من الدول في بذل الجهد للارتقاء والتطوير في هذا الجانب كبناء وتطوير الفنادق والمنتجعات، توفير وسائل النقل المختلفة، اختلاف الأنشطة الترفيهية والتراثية، والأنشطة الرياضية، وغيرها الكثير من الجوانب، ويجب على كل مواطن أن يساهم في صناعة السياحة، وأن يكون له دور حقيقي في ذلك، وأن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مسؤول في الترويج للسياحة المحلية، ونقل الصورة بطريقة رائعة وإيجابية، لأن وسائل التواصل تعتبر أكبر مصدر أو الأكثر تأثيرًا بصناعة السياحة.

تعليق عبر الفيس بوك