الجهورية: المعرفة السياسية المنظمة للشباب بوابة العبور إلى مشاركة سياسية فاعلة مستقبلًا

الوعي السياسي للشباب.. تطلعات لمشاركات فاعلة في الاستحقاقات الانتخابية وصنع القرار

◄ اهتمام وطني بتعزيز المشاركة السياسية للشباب وإشراكهم في اتخاذ القرار

◄ الوعي الشبابي نقطة حاسمة في انتخابات مجلس الشورى المقبلة

◄ على مؤسسات التعليم العالي دور كبير لتغذية فكر الطلاب

◄ ضرورة تفعيل "برلمان الشباب" وتوسيع أدوار المجالس الاستشارية الطلابية

الرؤية- فيصل السعدي

أكدت كدت أكدتالدكتورة أمل بنت طالب الجهورية الباحثة والمُدربة في مجال التمكين السياسي، أهمية تعزيز الوعي والمعرفة السياسية لدى الشباب العُماني في مراحل مبكرة، لكي يكونوا قادرين على ترجمة هذه المعرفة بشكل صحيح من خلال المشاركة في بناء الوطن وتحقيق الأهداف الوطنية، بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة في صنع القرار بمختلف القطاعات، مشيرة إلى أنَّ التوجهات والرؤى الوطنية عكست عناية سلطنة عمان بالشباب والاهتمام بتطوير مهاراتهم وإكسابهم المعارف في مختلف المجالات باعتبارهم الركيزة الأساسية التي يقوم عليها تحقيق الرؤية المستقبلية وبناء الاقتصاد.

وأضافت- في تصريحات لـ"الرؤية- أن مشروع الخطة الخمسية العاشرة أكد في الأولويات الخاصة بقطاع الشباب أهمية تعزيز مشاركة الشباب السياسية ومساهمتهم في صنع القرار على المستوى الوطني والدولي، مبينة أنه يتم ترجمة هذه الأهداف والأولويات على أرض الواقع من خلال حضور الشباب الفاعل في أغلب المواقع للمشاركة بالرأي والفكر واتخاذ القرارات.

د..أمل الجهورية.jpg
 

وترى الجهورية أن مشاركة الشباب في الترشح أو الإدلاء بالصوت في انتخاب مجلس الشورى، من المظاهر المُهمة للمشاركة السياسية، لا سيما وأن الوطن على أعتاب مرحلة جديدة لانتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة؛ ولذلك يعول كثيرا على وعي الشباب وفكرهم في إنجاح تلك المشاركة من خلال الحرص على ممارسة حقهم وواجبهم الوطني في التصويت والانتخاب لاختيار ممثليهم في مختلف الولايات، الأمر الذي يعكس حرصهم على صناعة مرحلة جديدة تواكب متطلبات رؤية عمان 2040ـ، ودورهم المهم في إحداث الفارق بهذه الانتخابات.

وأشارت الدكتورة أمل الجهورية إلى أن تحقيق هدف تعزيز المشاركة السياسة لدى الشباب في صنع القرار يجب أن لايقف عند مرحلة مُعينة أو مشهد واحد، وإنما يجب أن يكون هدفاً مستداماً، ولذلك يتطلب الأمر وضع خطة مستدامة للاستفادة منه عبر أدوار المؤسسات التربوية والتعليمية ورسالتها؛ ليكون للشباب رأيهم وحضورهم الفاعل ومساحتهم في الحوار البناء لمناقشة مختلف القضايا وفق معرفة وفهم واضحين لمختلف الجوانب والخطط الوطنية، موضحة: "ما نشهده من توجه وطني منذ انطلاق رؤية عُمان 2040 في تعزيز مشاركة الشباب في مختلف القضايا والموضوعات الوطنية في مرحلة الإعداد لرؤية عمان 2040 وتنفيذها، يرسم ملامح المرحلة المقبلة التي ينبغي أن يصاحبها دور أكبر لمؤسسات التعليم العالي المكان الأبرز التي تغذي الفكر والمعرفة والمهارة لدى الشباب، ومن خلال أطروحتي في الدكتوراه سلطت الضوء على أهمية تعزيز الوعي السياسي لدى الشباب من خلال أدوار مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان واقترحت برنامجا لتعزيز الوعي السياسي لدى الشباب في سلطنة عُمان من خلال استثمار بيئات التعلم الإلكترونية، ولمست من خلال تلك التجربة مستوى الرغبة الجادة والتفاعل الواضح من قبل الطلبة في تلقي ذلك النوع من المعرفة؛ حيث هدف البحث إلى تعزيز مستوى الوعي السياسي لدى الشباب في سلطنة عُمان من خلال استثمار تكنولوجيا التعليم، عبر إيجاد بيئات تعلم معرفية قادرة على رفد الشباب الجامعي بالمعارف الأساسية التي تعزز من مستوى معرفته السياسية عبر مجموعة من القيم والاتجاهات والمبادئ السياسية التي تجعله قادرا على التعاطي مع قضايا مجتمعه ومشكلاته مستقبلاً، والعمل على تطويرها وتغييرها بشكل أفضل، بما يحقق له مشاركة فاعلة في العملية الديمقراطية نابعة من رضا وقناعة ذاتية وإدراك تام  بأن تلك المشاركة هي حقُ مشروع له ينبغي ألا تخضع لأي تأثيرات خارجية".

وأوصت الباحثة من خلال دراستها بأهمية تفعيل "المشاركة السياسية للشباب" كهدف أساسي في الخطط والاستراتيجيات الوطنية المعنية بقطاع الشباب في سلطنة عُمان والدول العربية، لما لها من أهمية في تعزيز المواطنة والمشاركة السياسية الفاعلة، إضافة إلى التوجه إلى تعزيز المعرفة السياسية لدى طلبة المرحلة الجامعية وفق مقررات منظمة تمكن الطالب من فهم السياسة القائمة والتوجهات والرؤى المستقبلية لسلطنة عمان بما يضمن مشاركته المجتمعية الفاعلة في تحقيقها .

ولفتت الجهورية إلى أن وجود معرفة سياسية منظمة لدى الشباب في سلطنة عُمان يساعد على بناء رأي شخصي قائم على معرفة ووعي واقعي، بعيدا عن التأثر باختلاف الآراء وسلبيتها على وسائل التواصل الاجتماعي التي يعتمد عليها البعض كمصدر للمعرفة من خلال ما يطرح فيها من مواضيع ونقاشات قد تعكس في مضمونها غياب المعرفة السياسية الحقيقية، مضيفة أن آلية الحوار والنقاش الذي يطرحه الشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل مستمر في المواضيع المرتبطة بالمجالس التشريعية وأدوارها يعكس رغبتهم في وجود دور أكبر لهم يساهم في تحقيق متطلبات المرحلة.

وتابعت الدكتورة أمل الجهورية: "لابد من ربط الشباب بمعرفة أوسع حول أداء تلك المجالس وأدوارها واختصاصاتها لتتشكل تلك القناعات وفق رؤية تعكس وعي الشباب وقناعاتهم الشخصية، ويجب أن يتم ذلك وفق مناهج منظمة تتضمن معارف يتلقاها الطلبة خلال دراستهم الجامعية، بالإضافة إلى ممارسة فعلية تتم من خلال تفعيل برلمان الشباب عبر مؤسسات التعليم العالي بما يساهم في ربطهم بالممارسات الفعلية للمشاركة في صنع القرار عبر مجتمعهم الجامعي، ومنح المجالس الاستشارية الطلابية أدوارا أكبر كمرحلة أولى".

وأوضحت أن مسؤولية تعزيز المشاركة السياسية لدى الشباب هي مسؤولية مشتركة يجب أن تساهم فيها المجالس المنتخبة بشكل أكثر وضوحاً في المرحلة المقبلة، وذلك من خلال تعزيز الوعي المجتمعي الذي يحتاج إلى وضع خطط مباشرة لربط الشباب بتلك المجالس من خلال الجلسات الحوارية، واللقاءات بالشباب ودعوتهم لحضور جلسات مجلس عمان ومشاركتهم بالرأي في القضايا الوطنية التي يتم مناقشتها ودراستها؛ الأمر الذي يجعلهم أكثر قربا ومعايشة لطبيعة عمل تلك المجالس وأدوارها.

وقالت الجهورية:"نتطلع أن تشهد المرحلة المقبلة  خططا واضحة ومدروسة في مجال تعزيز المشاركة السياسية لدى الشباب لاسيما مع وجود مركز الشباب الذي يتولى دعم الكثير من البرامح الطموحة للارتقاء بواقع الشباب في سلطنة عمان، ونأمل أن تشهد انتخابات الفترة العاشرة لأعضاء مجلس الشورى حضورا واضحا للشباب لاختيار من يمثلهم في عضوية الشورى ومن لدية الإمكانيات على تمثيل أفكارهم وأهدافهم بما يعزز  من عضوية الشباب في المجلس".

تعليق عبر الفيس بوك