مؤيد الزعبي
كل شيء في حياتنا سيتحول على الكلاود أو السحابة الإلكترونية، بياناتنا ملفاتنا ذكرياتنا أسرارنا وحتى ألعابنا ومشاهداتنا، هل تتذكر متى آخر مرة حملت فيلماً لتشاهده؟ ولماذا تحمله طالما يمكنك مشاهدته أون لاين دون تحميل، وهذه أمثلة بسيطة عزيزي القارئ وسوف أحاول معك من خلال هذا الطرح لنكتشف إلى أي مدى سوف تتطور تقنيات الكلاود وإلى أي حد سوف نستخدمها في حياتنا اليومية.
عشاق الألعاب مثلاً لماذا يشترون جهاز ألعاب بمواصفات عالية طالما يمكن تطوير نظام يعمل على سيرفرات متطورة جداً ويتم ربطها بجهاز العرض وأدوات التحكم، وهذا الأمر سيقلل من تكلفة أجهزة الألعاب مثل بلاي ستيشن وإكس بوكس، وفي المقابل ستطبق هذه الشركات اشتراكات شهرية أو سنوية مقابل استخدام خدماتها، ولكن مثل هذه الأمر سيفتح الباب أمام تجارب جديدة تضفي على عالم الألعاب حدودا مغايرة ومساحات لعب مختلفة.
أيضاً لماذا تتكلف الشركات أو حتى الأشخاص لشراء أجهزة كمبيوتر أو لاب توب متطور وبمواصفات عالية للاستخدام في أعمالهم خصوصاً العاملين في مجال التصميم وإنتاج الأفلام والفيديوهات وفي المقابل يمكن عن طريق الكلاود يتم استخدام أجهزة متطورة أنت تستأجرها حسب حاجتك وتقوم بالعمل عليها عن بعد وتعطيك سرعة وأداء قياسيا، وفي مثل هذه الحالة لن تكون أنت كشخص أو شركة بحاجة لتطوير أنظمة الحواسيب لديك طالما أنت فقط تستأجر النظام وتعمل عليه بشكل كامل.
تقنيات الكلاود ستتطور بشكل لافت في قادم السنوات خصوصاً فيما يتعلق بإدارة وتحليل وفرز البيانات والملفات، فتخيل معي مؤسسة إعلامية تضع كل محتوياتها وأرشيفها الرقمي على الكلاود، ويكون الكلاود مرتبطا بنظام تحليل ذكاء اصطناعي قادر على تحليل الصور والفيديوهات ومدمج بتقنيات التوليد من النصوص وأقصد أنظمة توليد الصور أو الفيديوهات عبر الشرح النصي، حينها ستحصل على ما تريد بثوانٍ معدودة فلو طلبت مادة أرشيفية عن موضوع معين أو تقريرا مصورا عن موضوع معين فسيقوم النظام بتوليده لك بدقائق طالما استطاع النظام قراءة فيديوهاتك ونصوصك وصورك فسيكون باستطاعته أن يبحث لك ويجمع لك كل ما تحتاجه بكبسة زر.
تقنيات الكلاود سيكون بمقدورها أن تقلل الكثير من المشاكل المتعلقة بفقدان البيانات كما يحدث غالباً في أنظمة التخزين التقليدية، وأيضاً ستفتح لنا المجال للعمل على أجهزتنا وأنظمتنا في أي مكان في العالم دون الحاجة لأن نأخذ أجهزتنا معنا وهذا سيجعل طبيعة العمل أسهل وأسرع خصوصاً وأن الكثير من الوقت يهدر في عمليات تحميل ورفع وإرسال الأعمال بين الموظفين والعاملين والمتعاملين، لكن في أنظمة الكلاود سيكون أمام الجميع ما يريده في الوقت ذاته فنحن نعمل ونشاهد ونرسل ونشارك عبر السحابة الرقمية.
تخيل أيضاً كيف ستساعد هذه التقنيات في نشر المعرفة والتعليم فبالإمكان إنشاء مدارس كاملة متكاملة على نظام الكلاود ويتم مشاركة الدروس عبر هذه المنصات وبهذا تساعد في إيصال التعليم لأكبر عدد ممكن من البشر، وأيضاً يمكن إنشاء شركات افتراضية تستطيع العمل عليها افتراضياً أو عن بعد ويتم مشاركة حساب شخصي لكل موظف فقط، والأمثلة حول هذه التقنيات كثيرة ومتعددة.
قبل سنوات لم نتخيل أن أكبر منصة مشاهدة وأقصد نتفليكس ما هي إلا عبارة عن مكتبة أفلام رقمية لم تصنع إلا نظام يحمل عليه المواد وتوزع صلاحيات المشاهدة على المشتركين ومثل هذا الأمر سيطبق على الكثير من المجالات وقد تطبق فعلياً في مجال الأفلام والمسلسلات والموسيقى وحتى الكتب الإلكترونية أو المسموعة.
الخيالات واسعة وكبيرة لكيف سنستخدم الكلاود في حياتنا مستقبلا فستستخدمه الحكومات والشركات وحتى الأفراد كلاً حسب احتياجاته، وفي جانب آخر كلما تطورت هذه الأنظمة وزادت مجالات استخدامها بات من الواجب إيجاد أنظمة لحماية هذه البيانات الضخمة من السرقة أو القرصنة أو حتى الاستخدام غير المشروع.