اتهامات بالعنصرية والأفكار "الشاذة" رغم الإيرادات "غير المتوقعة"

نقاد لـ"الرؤية": فيلم "باربي" بمثابة "أجندة نسوية" للتأثير سلبا على أفكار الناشئة

الرؤية- مدرين المكتومية

استطاع فيلم "باربي" أن يتجاوز التوقعات ويصل إلى السادس في قائمة الأفلام الأعلى تحقيقاً للإيرادات خلال عام 2023 ، إذ استطاع الفيلم تخطي حاجز الـ700 مليون دولار في شباك التذاكر حول العالم، على الرغم من الانتقادات التي وجهت له ووصفه بالعنصرية وترسيخ المفاهيم المغلوطة لدى الناشئة.

وتدور أحداث الفيلم حول دمية تدعى "باربي" تعيش في مدينة "باربيلاند"، ويتم طردها من المدينة لأنها غير مثالية لكي تعيش فيها، لتنطلق في مغامرة بالعالم الحقيقي على أمل إثبات جدارتها والعودة إلى وطنها، وهو من بطولة مارغوت روبي ورايان غوسلينغ وعيسى راي، وإخراج غريتا جيرويغ، وشارك في كتابته المخرج والسيناريست نواه بومباخ.

ويقول الصحفي والناقد السينمائي أحمد اليعاد، إن الحديث عن هذا الفيلم أصبح حديثا يوميا للنقاد، إذ إن كثيرا من الفتيات يعتبرونها رمزا وأيقونة لهم، مضيفا: "ننتظر عرض الفيلم في الشرق الأوسط ولا أجد تفسيرا لتأخير ذلك، ومع ذلك فإن التسويق الناجح للفيلم جعل الجميع ينتظر عرضه في الشرق الأوسط، خصوصا في ظل ما حققه من نجاح في دور العرض بعض الدول وتحقيق إيرادات عالية".

أما هيثم سليمان -سيناريست ومخرج سينمائي- فيرى أن الفيلم بعيد تماما عن شخصية باربي أو الدمية التي يلعب بها الأطفال ويحبونها، إذ إن قصة الفيلم عبارة عن أجندة نسوية منفّرة، موضحا: "كان من المفترض تسمية الفيلم: حرب النساء ضد الرجال، لأنه لا يمت بصلة لأي توقعات رسمناها عن قصة الدمية باربي وما يحيط بها من عالم بريء يتناسب مع أنوثة المرأة في طفولتها، وإنما جاء ليغير الكثير من المفاهيم لدى الناشئة ناهيك عن وجود شخصية شاذة بالفيلم، ومؤخرا بدأت هوليوود في تقديم أعمال تتماشى مع ثقافة "الووك" التي يدعمها الحزب اليساري الأمريكي باستخدام آلة الإعلام، وما الترويج الضخم لفيلم باربي إلا مثالا صارخا لهذا التوجه الذي لن يسهم إلا في تدمير العلاقات الاجتماعية وإفساد الأطفال بأفكار سامة، وأتعجب من مخرجة الفيلم غريتا غيرويج أن تقدم مثل هذا الفيلم السيئ موضوعيا بعدما كان مسارها السينمائي ممتازا، ولك أن تتخيل ظهور مفرقعات وألعاب نارية بلون وردي عندما تدخل محرك البحث جوجل على صفحة باربي باللغة الإنجليزية، وهذا مثال بسيط على تكثيف الحملة الترويجية للفيلم لكي يقبل عليه الكبار والصغار، منساقين نحو فخ يقتل ما تبقى من عقلانية وتمسك بالمبادئ والقيم".

من جهتها، تؤكد إسراء الردايدة -صحفية متخصصة بالفن والسينما- أن فيلم باربي له جوانب إيجابية وسلبية، لافتة إلى أن الجانب الإيجابي يُظهر أن المرأة يمكن أن تكون قوية ومستقلة وقادرة، كما يظهر أن المرأة يمكن أن تكون ناجحة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وغيرها من المجالات التي يهيمن عليها الذكور تقليديًا".

وتضيف: "في الجانب السلبي، يمكن اعتبار الفيلم ترويجًا للقوالب النمطية الجنسانية، وعلى سبيل المثال غالبًا ما تظهر باربي على أنها مهتمة بالموضة والجمال أكثر من اهتمامها بموضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات،  بالإضافة إلى أن الشرير في الفيلم "ريك" هو رجل يتم تصويره على أنه شرير وجشع، يمكن اعتبار ذلك بمثابة تعزيز للصورة النمطية القائلة بأن الرجال أكثر عرضة لأن يكونوا أشرارًا من النساء".

ويتساءل السينمائي محمد الكندي: هل سيصمد الفيلم في شباك التذاكر على الرغم من الانتقادات الموجهة له وما يحتويه من مشاهد تتعارض مع المعايير الأخلاقية كحرية التعبير ومشاهد لا يجوز أن يشاهدها الأطفال مع أنه مصنف من الأفلام العائلية؟".

ويضيف: "فيلم باربي بين صراع صعود الإيرادات وبين الذوق العام وبين انتشاره في الدول الغربية ومنعه في الدول العربية، استطاع تحقيق إيرادات قياسية، لكن موجة الانتقادات الموجهة له قوية لما يتضمنه من مشاهد تتعارض مع المعايير الأخلاقية والمشاهد التي لا يجوز أن يشاهدها الأطفال".

 

تعليق عبر الفيس بوك