"حرب الشواذ" وناقوس الخطر

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

يخبرني أحد المسؤولين في إحدى الشركات العُمانية عن أمر غريب ومُريب يبدو أنَّه الخطر الأخلاقي القادم للقطاع الخاص، وتتلخص الحكاية حول إعلان الشركة العمانية نيتها إبرام عقد "تعاون وشراكة" مع إحدى الشركات الأوروبية الكبرى للعمل المشترك، وجرت الأمور كما يجب، غير أنَّ الشركة الأجنبية في خطواتها الإجرائية، أرسلت استبيانًا تطلب فيه بعض الاستيضاحات، ويتعلق الاستبيان بأسئلة حول عدد "المثليين" في الشركة العُمانية، وعددهم في الإدارات المتوسطة، والقيادية، وخطتها لزيادة أعداد هذه الفئة مستقبلا!!!!!

ولعل فرض سياسة "المثلية" على الدول والشركات الرافضة لوجودهم، باتت في حكم الواقع، فبعض الشركات الأوروبية والأمريكية ملتزمة بدعم هذه الفئة في كل محفل، ومناسبة وغير مناسبة، وهي تحاول أن تمرر سياستها بكل ما أوتيت من قوة، وتمكينهم من التغلغل في أوصال التجارة والاقتصاد والمال والرياضة والثقافة والتعليم وكل شيء آخر، بل وتُجاهر بذلك، ولا يخفى على الكثيرين أن أحد عناصر التقويم للمنظومات الجامعية والتعليمية "العالمية" يتعلق بقبول الشواذ وتمثيلهم في هذه الجامعات، والمؤسسات الأكاديمية.

وبات من المهم جداً النظر في ابتعاث الطلبة والطالبات العمانيين لبعض الجامعات الغربية، والتي تفرض على المُلتحقين بها أن يتقبلوا هؤلاء الشواذ في حرم الجامعات، وأن يتعاملوا مع الأمر بروح "التسامح والحرية"، بل إن انتشار هذه الفئات في الشوارع والأماكن العامة وفي كل مكان -كانتشار النار في الهشيم- في تلك البلاد بات يُهدد أفكار وقيم المبتعثين، ومبادئهم ودينهم وسلوكهم، وبتنا نسمع عن قصص كثيرة عن طلبة وطالبات عرب ومهاجرين أصبحوا يجاهرون بشذوذهم، ويرفضون العودة لبلدانهم خوفاً من "الاضطهاد".

وفي الجانب الآخر، يبدو أن معركة "كسر العظم" بين الدول والأفراد المؤيدين والمعارضين لفرض "المثلية"، في أوجها، ولا شك أن العالم برمّته قادم على انهيار أخلاقي رهيب، وأن مؤيدي المثلية ومروجي الشذوذ يزحفون بقوة، ويفرضون قوانينهم في أماكن ومحافل عالمية، وأن المجتمعات التي كانت ترفضهم أصبحت تتعاطف معهم، وتتقبّلهم، وأصبح الكثير من هؤلاء الشواذ يجاهرون بسلوكهم حتى في الدول الإسلامية والعربية رغم الرفض الرسمي والشعبي، ولكن عصا منظمات "حقوق الإنسان والبهائم" بالمرصاد لمن يحاول المساس بهذه الفئات المنبوذة، وأذكر أنني شاهدتُ قبل فترة برنامجا في دولة عربية -وهو ليس الوحيد- يستضيف شابين "مثليين" يطالبان بعقد الزواج بينهما، والأدهى من ذلك أن عائلتيهما تباركان هذا الزواج، وتتقبلان هذه العلاقة الشاذة، والمقززة، وقس على ذلك مدى توغل هذه الأفكار البهيمية في عقول وسلوك المجتمعات المحافظة.

ولم يعد غريبا أن نسمع بـ"يوم الفخر" أو "يوم الفُجر" للمثليين يطوف العالم، (ولا أدري ما هو الفخر في ذلك)، ولم نعد نستغرب وجود وزير أوروبي يحضر مؤتمرا مؤثرا بصحبة "زوجه" الشاذ، أو عسكري غربي يجاهر بشذوذه وهو على رأس مؤسسة عسكرية كبيرة، ولم نعد نعجب من معلمة توبِّخ طفلاً لعدم حضوره حفلا للمثليين، أو مدرسة تفصل وتعاقب مدرسا يرفض تقبّل الشاذين، أو هجوم المنظمات والأحزاب المختلفة على سياسي يعبِّر عن رأيه المعارض لهم، فما كان بالأمس غير مقبول أخلاقياً حتى في الدول الأوروبية، أمسى فجأة أخلاقيا، ومقبولا، بل ومرحبّا به، وحقا "إنسانيا" لا يمكن إنكاره أو المساس به، أو حتى انتقاده.. والله المستعان.