العالم يكافح للحد من "الجفاف والتصحر".. وجهود وطنية ملموسة لزيادة الرقعة الخضراء

 

التغير المناخي يزيد من مشكلتي التصحر والجفاف

◄ موقع عمان الجغرافي يقع ضمن المناطق التي تتأثر بالتصحر

إجراء مسوحات ميدانية لتقييم الغطاء النباتي الشجري

◄ المبادرة الوطنية لزراعة مليون شجرة تساهم في الحد من التصحر

 

الرؤية- سارة العبرية

يعتبر الجفاف والتصحر ظاهرتين تتعلقان بنقص المياه وانخفاض نسبة الرطوبة في الهواء والتربة، فالجفاف يحدث عندما ترتفع درجات الحرارة وتنخفض كميات الأمطار فتجف التربة والنباتات، وبمجرد أن تصبح النباتات والأشجار جافة تكون عُرضة للاشتعال وتزيد حالات حرائق الغابات.

واحتفلت سلطنة عُمان ممثلة بهيئة البيئة باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، والذي يصادف السابع عشر من يونيو من كل عام، ويأتي هذا العام تحت شعار "المرأة أرضُها حقوقها"، ليركز على حقوق المرأة في ملكية الأرض.

bf3e66ad-cdbc-4b96-adc2-f030592c5592.jpeg
 

وقال محمد بن سالم الشريقي رئيس قسم مكافحة التصحر بهيئة البيئة- في تصريح لـ"الرؤية- إن التصحر ظاهرة يحدث من خلالها تردي للأراضي القاحلة وشبه القاحلة والجافة وشبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، وأن العوامل التي تتأثر بها هذه الظاهرة عبارة عن عوامل بشرية وأخرى طبيعية.

وأشار إلى أن الموقع الجغرافي لسلطنة عُمان يجعلها تُصنف من المناطق التي تتأثر بالتصحر، مبيناً الدور الذي تقوم به سلطنة عمان في هذا المجال ممثلة بهيئة البيئة، والذي يتضمن إعداد الخطة الوطنية لمكافحة التصحر 2018- 2030، كما تقوم الهيئة بالعمل على مشاريع للتقليل من شدة التصحر في سلطنة عُمان، وإجراء الدراسات والمسوحات الميدانية الخاصة لتقييم الغطاء النباتي الشجري،  وأنه بحكم انضمام السلطنة إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر والجفاف فإنها تشارك في مؤتمرات دولية، كما أن المُبادرة الوطنية لزراعة مليون شجرة من أجل زيادة الرقعة الخضراء في عُمان تساهم في الحد من التصحر.

ويشدد الشريقي على ضرورة اتخاذ إجراءات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والمحافظة على البيئة للحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، إذ إنَّ هذه التغيرات تساهم في زيادة تردد وشدة الجفاف وحرائق الغابات والأمطار الصيفية.

ويعتبر ارتفاع درجات الحرارة العالمية واحدًا من أبرز عوامل تسبب الجفاف، حيث ترتفع درجات الحرارة بسبب زيادة غازات الاحتباس الحراري في الجو مثل ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من تبخر الماء من الأرض والمسطحات المائية مما يتسبب في جفاف التربة وندرة الموارد المائية وتفاقم الجفاف.

التغير المناخي يؤدي إلى تغير نمط التساقط المطري

ويؤدي التغير المناخي إلى تغيير نمط التساقط المطري؛ حيث تصبح بعض المناطق أكثر جفافا، كما يمكن أن تتسبب التغيرات في تكرار الأمطار الغزيرة في بعض المناطق خلال فصل الصيف، وهذا النمط يزيد من خطر حدوث فيضانات وتصاعد منسوب المياه في الأنهار، إذن إنه لا يتيح الوقت الكافي لامتصاص التربة للمياه، مما يؤدي إلى تجفيفها عند انقطاع الأمطار.

كما أن انقطاع الأمطار عن المناطق الزراعية يتسبب في الجفاف ونقص وقلة الإنتاج الزراعي وتدهور جودة التربة، حيث تعتمد الزراعة على توفر المياه بكميات كافية، ولكن التغير المناخي يزيد من ندرة المياه ويصعب من عملية الوصول إليها مما يعرض الزراعة والأمن الغذائي للتهديد.

وتزيد مشكلة ارتفاع درجات الحرارة وجفاف النباتات من احتمالية نشوب حرائق الغابات؛ لأن الجفاف يعمل على تجفيف النباتات والأشجار وجعلها أكثر عُرضه للاشتعال، وعلاوة على ذلك فإن الحرارة المرتفعة تزيد من تبخر الرطوبة من التربة والنباتات مما يجعل الغابات أكثر عُرضه للحرائق ويزيد من سرعة انتشارها وشدتها.

ويؤدي التغير المناخي إلى تغيير نمط الرياح والتيارات الهوائية، وهذا التغير يؤثر على نقل الرطوبة والأمطار من مناطق رطبة إلى مناطق جافة، مما يزيد من احتمالية حدوث الجفاف في بعض المناطق.

تعليق عبر الفيس بوك