تشريعات بالإعفاء الكامل من الضريبة الجمركية ورسوم التسجيل

السيارات الكهربائية.. عُمان تسابق العالم على مضمار التحول نحو المركبات "صديقة البيئة"

...
...
...

الرؤية- فيصل السعدي

تشهد الأسواق العالمية نموا كبيرا وزيادة في أعداد السيارات الكهربائية وسط توقعات بوصول نسبة مبيعات السيارات الكهربائية من إجمالي السيارات حول العالم إلى 10% بحلول عام 2025، وارتفاع هذه النسبة إلى 58% في 2040.

ويأتي الاعتماد على السيارات الكهربائية ضمن مسارات الحفاظ على البيئة والحد من الانبعاثات الكربونية، في الوقت الذي تشهد فيه صناعة السيارات تحولا جذريا نحو السيارات الكهربائية.

وكانت سلطنة عمان من الدول التي أولت اهتماما كبيرا بهذا التحول، وذلك دعمًا لتوجه السلطنة نحو الوصول إلى الحياد الصفري في العام 2050م، وانطلاقا من الالتزامات البيئية والتعهدات الدولية لخفض الإنبعاثات الكربونية، وتبني التوجه الاستراتيجي لرؤية عمان 2040 في محور البيئة المستدامة القائم على نظم إيكولوجية فاعلة ومتزنة ومرنة، وتبني نهج التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية والاستدامة البيئية.

وأقر مجلس الدولة دراسة "السيارات الكهربائية بين التكيف والمواكبة"، في حين أصدرت هيئة تنظيم الخدمات العامة لائحة تنظيم نشاط شحن المركبات الكهربائية، وذلك ضمن اعتماد الإطار التنظيمي لأنشطة شحن المركبات الكهربائية والمتطلبات الفنية لربط محطات وأجهزة الشحن بالشبكة.

وتشجيعا للتحول إلى المركبات الخالية من الانبعاثات الكربونية، اعتمدت الحكومة مجموعة من التسهيلات والحوافز شملت إعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 100% من الضريبة الجمركية ومن رسوم تسجيل المركبات الكهربائية بشرطة عمان السلطانية، بالإضافة إلى تحديد نسبة ضريبة القيمة المضافة للسيارات الكهربائية، وقطع الغيار الخاصة بها إلى 0%، على أن تطبق هذه الحوافز لمدة 3 سنوات قابلة للتمديد ويبدأ العمل بها من تاريخ 1 يوليو 2023م.

وستسهم هذه الحوافز في تشجيع المواطنين والمقيمين على اقتناء المركبات الكهربائية عن طريق خفض التكلفة الأولية لهذه المركبات، ودعم قطاع المركبات الكهربائية، من حيث تشجيع موردي المركبات على استيراد مجموعة متنوعة من المركبات الكهربائية، مما سيضمن التنوع في أنواع المركبات وأسعارها في السوق العماني، كما سيعمل على جذب الاستثمار لتطوير البنية الأساسية للقطاع في مجال تقنيات شحن المركبات الكهربائية، وتملك وتشغيل محطات الشحن الكهربائية.

من جهتها، أعلنت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين عن توزيع عدد من محطات شحن السيارات الكهربائية في مختلف الطرق الوطنية والشريانية في عمان، بهدف تعزيز ثقافة تبني التقنيات الحديثة وتقليل انبعاث الكربون.

وستغطي محطات شحن السيارات الكهربائية المتاحة 90 موقعا على امتداد طرق سلطنة عمان، منها 48 محطة في محافظة مسقط موزعة على الطرق السريعة وبعض الأماكن العامة.

تجارب ناجحة

أظهرت نتائج دراسة بحثية حديثة أن السيارات الكهربائية في الصين استحوذت على ثلثي المبيعات العالمية لتلك المركبات التي تعمل بالبطاريات في عام 2022.

ووذكرت الدراسة التي نشرتها شركة "بي دبليو سي" العالمية الرائدة في مجال الاستشارات والتدقيق، أن مبيعات السيارات الكهربائية العالمية سجلت نموًا بنسبة 70% على أساس سنوي في عام 2022.

وتسعى الصين إلى الوصول إلى نسبة 40% من إجمالي مبيعاتها من السيارات الكهربائية بعد أعوام قليلة، ومن المتوقع وجود أكثر من 4 ملايين سيارة كهربائية في ولاية كاليفورنيا وحدها، و15 مليون سيارة كهربائية في طرق ألمانيا بحلول 2030.

وفي ظل هذا التوجه، أقرت الحكومة الأميركية معايير أكثر صرامة بشأن انبعاثات السيارات وهو إجراء يهدف إلى جعل 67% من السيارات المبيعة في البلاد تعمل بالطاقة الكهربائية بحلول عام 2032.

ويتجاوز هذا الهدف الطموحات التي كشف عنها الرئيس جو بايدن قبل عامين، والتي كانت تصبو إلى أن يكون نصف السيارات المبيعة في الولايات المتحدة بحلول عام 2030 خاليا من الانبعاثات، أي السيارات الكهربائية أو الهجينة القابلة للشحن أو التي تعمل بالهيدروجين.

وتميزت مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا بآفاق مستقبلية متفائلة، بفضل الحوافز والسياسات الحكومية التي تُشجع على الشراء مع خفض تكاليف تصنيع البطاريات، ومن المرجح أن تُشكّل المركبات الكهربائية- السيارات الكهربائية والهجينة الموصولة بالكهرباء- ما بين 13% و29% من مبيعات السيارات الخفيفة في الولايات المتحدة بحلول عام 2050، وفق بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

 

تعليق عبر الفيس بوك