لتعزيز التكاملية بين وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة

إشادات بقرار تعيين متحدثين باسم الوحدات الخدمية الحكومية.. ومختصون: يعزز ثقة المواطن بالمؤسسة ويحد من الشائعات

◄ المكاشفة والشفافية من أهم الصفات التي يجب توافرها في المتحدث

◄ على المتحدث التمتع بفنون الحوار والتعامل مع وسائل الإعلام والمواطنين

◄ البلوشية: يجب أن يكون المتحدث ملما بتفاصيل المؤسسة

◄ الشحية: وجود المتحدث يساهم في توطيد العلاقة بين المواطنين والمؤسسة

◄ الفزاري: المتحدث سيتبنى توضيح الخطط المستقبلية للمواطنين

◄ المقرشي: هذا القرار يعزز علاقة المواطن بالمؤسسات الحكومية

◄ الكيومي: المواطن سيتعامل مع المتحدث الرسمي كمصدر ثقة

 

الرؤية- ريم الحامدية

 

يرى عدد من المختصين أن قرار مجلس الوزراء بتعيين متحدثين باسم الوحدات الخدمية بالجهاز الإداري للدولة، سيُعزز من دور هذه المؤسسات والهيئات ويساهم في الحد من انتشار الشائعات في المجتمع لأنهم سيكونون المسؤولين عن توضيح القرارات والإجراءات التي تتخذها كل مؤسسة، بالإضافة إلى أنهم سيكونون على تواصل مستمر مع المؤسسات الإعلامية والصحفية.

وكان معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، قد أشار إلى أن الهدف من هذا القرار هو عرض رؤية الجهة الحكومية في المواضيع المتعلقة بما تقدمه من خدمات لأفراد المجتمع في مختلف وسائل الإعلام، والرد على الاستفسارات الصحفية حول تلك الخدمات، والتعامل مع القضايا المطروحة في الساحة الإعلامية، إذ سيعمل المتحدث وفق اختصاصات مُحددة بما يضمن توثيق العلاقة بين المؤسسة ووسائل الإعلام، وتعزيز الصورة الذهنية عبر الظهور على كافة وسائل الإعلام والمنصات المختلفة.

وأكد معاليه أن وزارة الإعلام سوف تعمل على وضع الخطط التدريبية اللازمة لتمكين وتعزيز مهارات المتحدثين في التعامل مع وسائل الإعلام وما يرتبط بذلك من مهارات باحترافية عالية، وبما يُتيح لهم القيام بأدوارهم في إيصال الرسائل المناسبة للمجتمع، وإحاطة وسائل الإعلام بآخر التطورات ضمن نطاق الوحدة الحكومية على النحو المطلوب.

وتؤكد الدكتورة عزيزة البلوشية أن وجود متحدث رسمي للمؤسسة الحكومية أو الخاصة من الأمور المهمة التي تتماشى مع رؤية عمان 2040؛ إذ إنه لا بُد من رسم خارطة طريق جديدة لهذه المؤسسات من خلال تبني الأفكار العصرية ذات العلاقة بتسهيل علاقة المواطن بالمؤسسة، وعلاقة الإعلام بمصدر الخبر وعلاقة الصحف بالمادة، مشددة على ضرورة أن يكون المتحدث ملما بالمنظومة الإدارية والعملية للمؤسسة ومطلعا على كل التفاصيل حتى يستطيع الرد على استفسارات المواطنين ووسائل الإعلام المختلفة.

د. عزيزة البلوشية.jpg
 

وتشير إلى أن العلاقة بين المواطن والمؤسسة علاقة تكاملية وشراكة حقيقية قائمة على تبادل الأدوار لتحقيق التنمية، حيث إن المواطن عندما يجد إجابة لأسئلته المشروعة ستنشأ علاقة تكاملية بينه وبين المؤسسة، بالإضافة إلى أن وجود المتحدث سيساهم في الحد من نشر الأخبار الزائفة، لأن نشر الحقائق هو الحل الأمثل للقضاء على الشائعات.

وتقول الدكتورة خديجة الشحية: "إن وجود متحدث رسمي يساعد في تعزيز العلاقة بين المواطن والمسؤول، من خلال تذكير الطرفين بما لهم وما عليهم وتوطيد التكاملية فيما بينهم، كما يجب على المتحدث ألا يشعر المواطن بالتعالي عليه وفي نفس الوقت على المواطن احترام المسؤول في المؤسسة والمطالبة بتوفير الخدمات حسب القوانين المعمول بها، وهذا الأمر لا يمكن القيام به إلا في وجود متحدث رسمي يعمل على توطيد العلاقة الودية بين المؤسسة والمواطن.

د.خديجة الشحية.jpg
 

وتبين: "المتحدث الرسمي قبل أن يكون متحدثا لتلك الجهة، فهو همزة وصل أيضًا ودوره هو الحد من الشائعات والتفاهم والتعاطي بإيجابية مع المواطنين، حتى تستطيع المؤسسة أن تتقدم وتحقق أهدافها بسلاسة ومرونة، وتوضيح الأسباب للمواطنين في حال تأخر تقديم خدمة دون أن يقع اللوم على المسؤول، لأن تأخير الخدمة قد يكون له العديد من الأسباب، ومن المهم التماس المبرر، لذلك فإن تواجد المتحدث يعزز من تفهم المواطن لمهام المسؤول التي قد تجبره أحياناً على عدم إتمام عمل ما أو إكمال خدمة مطلوبة"، مؤكدة أن وجود المتحدث سيكون عاملا مهما للتصدي للشائعات بشرط عدم التأخر في الإدلاء بالتصريحات حتى لا يؤخذ الأمر على غير ما يراد له، إذ إنه دور المتحدث سيوف يتضمن عدم تشويه سمعة المؤسسة أو التلاعب في الحقائق المرتبطة بها، لأنه سيكون بمثابة  المحامي المستعد للدفاع عن موكله ونشر الصورة الصحيحة، الأمر الذي يصب في مصلحة المؤسسة لتكون قوية وقادرة على استكمال طريق نموها.

وتأمل الشحية أن يكون المتحدث بمثابة الناطق الفصيح المثقف المطلع على مختلف مجريات الأمور في مؤسسته، وأن يتابع كل جديد أو قرار يصدر مدعوما بالحقائق والأرقام، بالإضافة إلى ضرورة تواجده في الفعاليات والأحداث المرتبطة بالمؤسسة، وعدم ترك المجال لتناقل الأخبار غير الصحيحة التي تسبب الحيرة لدى المواطنين، وأن تكون لديه صفة المكاشفة والشفافية دون حيادية لمؤسسته، والتعاطي بروح الإيجابية مع وسائل الإعلام كونها صوت المواطن الذي ينتظر المجتمع سماعه وفهمه، وأن يكون حاضر الذهن والبصيرة مع الرأي العام، مع عدم القيام بتهميش كل حقيقة يحتاجها المواطن منه، وأن يكون متقن للغة الحوار مع وسائل الإعلام المختلفة لإيصال رسالة المؤسسة وأهدافها ومواقفها.

وتوضح الشحية: "المتحدث الرسمي يجب أن يكون مفوهًا وفطنًا ويحترم الطرف الآخر عند المناقشة والتحاور، فهو واجهة المؤسسة وصوتها الناطق الذي يفرض احترامه أولا قبل كل شيء ليحظى بالمصداقية، كما يجب أن يمتلك مهارات الإقناع دون أن يشكك في مؤسسته".

أحمد الفزاري.jpg
 

ويلفت أحمد الفزاري إلى أنه في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي وسرعة انتقال المعلومة من عدة مصادر وتغيير السياسات في بعض مواقع التواصل، أصبح وجود متحدث رسمي للمؤسسات الحكومية أمرا ضروريا؛ ليكون المصدر المؤكد للمعلومة وعاملا من عوامل الحد من الشائعات، وسببا في تقوية العلاقة بين مصدر المعلومة ومتلقي المعلومة، مضيفًا: "الوزارات الخدمية هي الأكثر حاجة للمتحدثين لكثرة توافد المراجعين عليها وتطلع الناس إلى أخبارها الجديدة، ووجود المتحدث الرسمي في هذه الوزارات بالتحديد سيجعلها أكثر شفافية مع المواطنين خصوصا فيما يتعلق بالخطط المستقبلية وآليات تنفيذها".

عبدالحميد المقرشي.jpg
 

ويؤكد عبدالحميد المقرشي أنَّ وجود المتحدث في المؤسسات الخدمية سوف يعزز العلاقة بين المواطن والمسؤول من خلال توفير قناة اتصال رسمية وفعالة لتبادل المعلومات بين الحكومة والمواطنين، كما أن وجود متحدث رسمي يساعد على توضيح وتسهيل السياسات والقرارات الحكومية لكي يفهمها المواطن، لافتا إلى أن المتحدث يساعد في مواجهة الشائعات والحد منها وتصحيح المعلومات الخاطئة التي قد تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الآخر، كما أنه سيقوم بدوره في تقديم التوضيحات اللازمة وتوفير المعلومات الدقيقة للمواطنين ويعزز الثقة والشفافية بين المواطن والحكومة .

ويقول محمد الراشدي: "إن عمان يوما بعد يوم تخطو خطوات التميز والارتقاء والتجديد، فمن أجل تعزيز النماء والانتماء لهذا الوطن وتوطيد العلاقة بين المواطن والمسؤول في كل مجال، جاء قرار تخصيص متحدث رسمي باسم المؤسسات الخدمية، وهي بداية مبشرة للحد من فوضى الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

محمد الراشدي_2.jpg
 

ويضيف: "وجود المتحدث الرسمي سيكون وسيلة وصل فعالة بينه وبين المجتمع والجهات الإعلامية، ولن تكون هناك شائعات مباشرة لٲن المتحدث سوف يكسر حواجز الثرثرة غير المبررة وسيكون هناك نوع من النظام والمصداقية".

ويرى أحمد الكيومي أن المؤسسات الحكومية كانت في حاجة ماسة إلى مثل هذا القرار لتحسين وتوطيد العلاقة بين المسؤول والمواطن وتبادل الثقة بين الطرفين، وأن هذا ما تتطلبه الحياة العصرية في ظل هذا الانفتاح الكبير ليس على مستوى الدولة وحسب بل على المستوى العالمي ككل.

أحمد الكيومي_1.jpg
 

ويوضح أن وجود أدوات وبرامج لنشر الأخبار والمعلومات تسهم بشكل كبير في تفشي الشائعات والمعلومات التي تفتقر المصداقية بين الجمهور، وهنا يتجلى دور المتحدث الرسمي في تأكيد هذه المعلومات والحد من الشائعات، حيث إن المواطن يعتبر المتحدث الرسمي مصدر المصداقية ومحل الثقة لديه، مبينا: "الوزارات الخدمية مثل الصحة والتربية هي من تتعامل مع المواطنين بشكل مباشر ودائم، ولا بد من وجود حلقة وصل تربط بين المستفيد (المواطن) وبين الوزارة الخدمية، وفي اعتقادي أن هذا الدور يلعبه المتحدث الرسمي حيث إنه سيكون همزة الوصل بينهما ومصدر موثوق لكل جديد يصدر هذه الوزارات".

تعليق عبر الفيس بوك