.. ومن بعدي الطوفان!

 

عائض الأحمد

 

ليست كذلك وإنما هي لحظات تأتي في عمرك تتناسى كل ما يشغلك وتهب نفسك محاطاً بها فقط، وتتأمل كم هي قاسية هذه الحياة في حلوها ومرها، لم يعد فيها ما يستحق العناء، الجماعة أصبحوا واحدا، لم يعد هناك قيمة لمن لا قيمة له بعد أن كان شغلا شاغلا، قتل الفضول وحلت ابتسامة العائلة مكان سؤال غيرهم، فمات مع كل هذا تبرير الأخطاء وتصيد هفوات الغير، فقلت الأعذار واندثرت المجاملة، فلم تعد تنتظر أحداً ولم يعد يهمك من غادر فسبحان مُغير الأحوال ومنزل طمأنينته قبل فوات الأوان.

هل استمتعت يوميًا بالنظر أمامك فقط دون أن يشغلك أو يستنفذ طاقتك صراخ من حولك؟ ماذا يعني لك سلام الزمان، وصفاء الذهن وروعة المكان، بشعور أنا هنا فقط ومن بعدي الطوفان، تمردًا على الخوض فيما لا يعنيك وإقرارا بعدم الندم على ما فات؟!

لدينا الكثير لم نكن نعلمه وربما أسأنا استخدامه فما المانع أن نتعلم الآن، وهل تجاهل ما لايعنيك يضعف قدرك وهل غض الطرف عن سوء أصابك يوهن فضلك، وهل المضي قدما دون النظر خلفك يبطئ مسيرك، قرار ما بعد "الستين" حكمة كانت غائبة تأتي دون إذن فيفسح لها وتتربع وتأبى أن تخلي سبيلك، فكن لها من القاعدين، واستنر بها فما بقي في العمر غير صفحة املأها بياضاً وانحتها نحتا بقلمك، فمن كان لديه نظر لن يغيب عنه قراءتك.

*********

شيء من ذاته:

بعض الأخطاء ترهبك، وبعضها يوقظك، وخيرها أن تعود أنت.

ختامًا.. سعادتك في تجاهل ما يُشعرك بالأسى، فلما الإصرار على استدعائه، وهل تعتقد أن من العدل أن تهدر طاقتك الإيجابية، في إصلاح شؤون الآخرين.

وهج.. غلبني واستنزف ما لدي، عشقًا يلوح في أفق، فثمل وانتشى دون أن تراه عيناي، وهو أقرب من حبل الوريد.