دور المُعلم في رفع المستوى التحصيلي للطلبة

 

أحمد العامري

للمُعلم دور عظيم في بناء النشء ويجب أن يُدرك قيمة مهنته،"فعندما تعيد بناء الإنسان، تعيد بناء العالم"، كما ذكر الكاتب البرازيلي باولو كويلو في قصته الشهيرة؛ فالمُعلم يتعامل بشكل مباشر مع العقل الإنساني الذي يعد من أجل النعم التي وهبها الله للإنسان وميزه بها عن سائر المخلوقات.

المُعلم حجر الزاوية وتكمن أهمية المُعلم في الوظائف العديدة التي يؤديها داخل الغرفة الصفية وخارجها، فالمُعلم هو مخطط للمادة العلمية ومقدمها والموجه والمدير للغرفة الصفية ومعد للأنشطة والمتابع لها. ندرك من خلال الأدوارالعديدة أهمية المُعلم في البيئة الصفية.

يعد المُعلم عصب العملية التعليمية التعلمية، وهو من يعد النشء خير إعداد ويجهزهم للحياة. والمدرسة لها نصيب الأسد في الدور التربوي من بين المؤسسات الأخرى داخل المجتمع، ويجب على المُعلم أن يستشعر عظم الأمانة التي يحملها على عاتقة ويؤديها على الوجه الذي يرضاه رب العباد.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، وأهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على مُعلم النَّاسِ الخيرَ". وأعلم أيُّها المُعلم كلما عظم التشريف عظم التكليف، وللمُعلم دور فاعل في رفع المستوى التحصيلي للطلبة، وسنتناول الموضوع من عدة أبعاد: البعد الأخلاقي، والأكاديمي، والتربوي.

المُعلم قدوة الطلبة ومن هذه النقطة وجب عليه أن ينطلق فيكون الصبور على زلات الطلبة والداعي لمكارم الأخلاق والناهي عن الرذائل والحازم إن دعا الأمر لذلك والعادل بين طلبته. أيضا يكون رحب الصدر، طيّب النطق، المترفع عن سفائف الأمور ليسعى أن يكون كما وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خير البرية عندما قالت: "كان قرآناً يمشي على الأرض". هذا المُعلم الحق.

إذا تحدثنا عن البعد الأكاديمي على المُعلم أن يُعد نفسه الإعداد الأمثل وأن يدرك ويتدارك أي نقص ويسعى لإتمامه ويكون الكفء لتقديم المادة العلمية، فإن لم يعد نفسه الإعداد الذي يتطلبه العصر الحالي في ظل هذه الطفرة المعلوماتية وإن لم يجدد معارفة ويكون المطلع على كل جديد مفيد مثرٍ فإنه سيفقد أمور كثيرة منها ثقته ومكانته أمام طلبته وزملائه المُعلمين ومجتمعه.

البعد التربوي للمُعلم مهم؛ فالتحضير المسبق الجيد للدرس وإعداد الإستراتيجيات والطرق والأساليب العصرية المناسبة للدرس المُراد عرضة أهمية كبيرة يجب أن يعيها المُعلم لما لها من دور في الرقي بالمستوى التحصيلي لطلبته. أيضاً يضع المُعلم نصب عينيه تسلسل عرض الدرس أثناء الحصة وتحقيق الأهداف والوضوح في عرضها، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلبة والتنويع في الإستراتيجيات والطرق التي تؤدي لتحقيق الأهداف المرجوة بكل يسر.

وختامًا.. إنَّ الأمة لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها، ومن هذا المنطلق يجب أن يعد الأبناء الأكفاء الذين يدركون قيمة الأمانة التي يحملونها ولا يأتي ذلك إلا بالمُعلم صاحب الخلق الرفيع المحب لطلبته ومادته الساعي لتقديمها بأسلوب جديد وشائق، والذي يهمه أن يجعل الإنسان غاية يسخر له جميع الوسائل وليس وسيلة كما قال الفيلسوف الألماني كانط.

تعليق عبر الفيس بوك