المواقع الترفيهية.. أين طوق النجاة؟!

حاجة ماسة لإجراءات أمن وسلامة إلزامية في المواقع الترفيهية.. ومواطنون: لا بديل عن الرقابة الأبوية للأطفال

الرؤية- فيصل السعدي

يستقيظ المجتمع بين الفينة والأخرى على نبأ وفاة طفل أو تعرضه لإصابات بليغة، خلال ممارسة رياضة ما أو لعبة ترفيهية بعينها، ومن بين الحوادث التي وقعت مؤخرًا، حادث وفاة طفلة في حديقة ألعاب مائية، وسط مطالب متصاعدة بضرورة إلزام مثل هذه المواقع بإجراءات أمن وسلامة لحماية المستخدمين، خاصة من الأطفال.

وبحسب تقديرات عالمية فإن حوادث الغرق تمثل أحد أبرز الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال وصغار السن (بين عمر سنة إلى 24 سنة) على مستوى العالم؛ إذ يحصد الغرق حياة أكثر من 236000 شخص سنويًا. ويرى مواطنون- استطلعت "الرؤية" آراءهم- أن المراقبة المكثفة من الوالدين والبالغين للأطفال تمثل طوق النجاة الأول في حالة حوادث الغرق، إلى جانب ضرورة تطبيق إجراءات الأمن والسلامة داخل المنشأة الترفيهية، وتعيين مسؤول أمن وسلامة في كل منشأة.

 

نصائح أولياء الأمور

ويقول حميد بن لاحق بن خميس المخمري إن من الضروري تعويد الأطفال على ممارسة الرياضات المختلفة والسماح لهم باستخدام وسائل الترفيه، مثل الألعاب المائية، لكن مع تطبيق وفق ضوابط الأمن والسلامة اللازمة لكل رياضة. ويضيف: "لا يمكن منع الأطفال من الاستحمام في أحواض السباحة وممارسة الألعاب المائية، خصوصا مع دخول الإجازة الصيفية وارتفاع درجة الحرارة في هذا التوقيت من العام، لكن يتعين على الجميع من مؤسسات وجهات معنية التأكد من وجود متخصصين لتطبيق إجراءات الأمن والسلامة، وتوفير حواجز ولوائح إرشادية وتنبيهية للأطفال والأباء على حد سواء".

وأضاف المخمري أن من أهم الأسباب وراء وفاة الصغار في حوادث غرق، غياب دور الجهات المختصة عن هذه المنشآت التي قد يكون أغلبها دون ترخيص واشتراطات، حيث لا يولي أصحاب هذه المنشآت أهمية كبيرة بتوفير أدوات الأمن والسلامة. ونصح المخمري أولياء الأمور بالحرص على التواجد بجوار الأطفال عند ممارسة أي رياضة مائية، وعدم ممارستها في منشآت غير مصرح لها من الجهات المعنية، ولا تتوافر فيها أدنى معايير الأمن والسلامة.

فيما تقول شريفة بنت علي العوفية إن أولاياء الأمور هم "طوق النجاة الأول للطفل ولا يمكن ترك الأطفال دون مراقبة في أحواض السباحة، فنحن الكبار مسؤولون بالدرجة الأولى عن غرق الأطفال"، مشيرة إلى إلزامية وجود شخص عند أحواض السباحة حاضر الذهن ولديه القدرة على السباحة وخاضع لدورات إسعافات أولية. وتنصح العوفية بتوظيف أجهزة مراقبة وجرس إنذار يستشعر غرق أي طفل، تفاديًا لوقوع الحوادث.

وتوضح العوفية أنه يجب على الجهات المختصة توعية وتثقيف الآباء، والتأكد من حصول كل طفل على سترة النجاة وخوذة سلامة وعدم ترك الأطفال يمارسون الألعاب التي تحتاج إلى إشراف، مثل ألعاب التسلق أو أحواض السباحة والألعاب المائية "أكوابارك".

أما أحمد بن جمعة الحنظلي فيعلق على مسألة عدم وجود مُنقذ أو مُسعف في بعض المواقع التي تشهد ممارسة الأطفال للرياضات المائية، قائلًا إن غياب هذا الشخص يهدد حياة جميع الأطفال، كما إنه يضر بسمعة مثل هذه المنشآت التي تمثل حاجة للكثير من الأطفال الذين يريدون ممارسة ألعاب متنوعة خلال فترة الإجازة والاستمتاع بأوقاتهم.

وينصح الحنظلي تطبيق آلية دخول للالعاب المائية بحسب الطول بما يتناسب مع عمق الماء تجنبًا لحدوث أي غرق ليتمكن الطفل من تدارك الغرق بعدم وجود عمق أكثر من طوله، ووضع لوحات تحذرية على مجاري تصريف المياه في الالعاب المائية وعدم تفريغ الماء إلّا بعد التأكد من عدم وجود أي طفل في مكان تفريغ المياه.

وتنصح الجهات المختصة وعلى رأسها، هيئة الدفاع المدني والإسعاف أولياء الأمور بمراعاة سلامة أبنائهم من خطر أحواض السباحة بمنازلهم ومزارعهم والالتزام بوسائل الأمن واشتراطات السلامة عند إقامة أو تشييد تلك الأحواض. كما تحث الهيئة أولياء الأمور على استشعار المسؤولية لتأمين سلامة أبنائهم من حيث مراعاة اشتراطات السلامة بوضع سياج حول الحوض لتجنب تكرار حوادث الغرق وعدم غمر الأحواض بكميات كبيرة من المياه وترك الأطفال بالقرب منها دون متابعة أو رقابة، وتوفير معدات السلامة بالقرب من الأحواض والبرك التي منها صندوق الإسعافات الأولية.

تعليق عبر الفيس بوك