دراسة منهجية مختلطة حول الخصائص الجزيئية لسرطان القولون والمستقيم

نفذها أطباء بمستشفى جامعة السُّلطان قابوس والمستشفى السُّلطاني

 

مسقط- العُمانية

نفذ عدد من الأطباء بمستشفى جامعة السُّلطان قابوس والمستشفى السُّلطاني دراسة منهجية مختلطة حول الخصائص الجزيئية لسرطان القولون والمستقيم الذي يعد أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بعد سرطان الثدي وسرطان الغدة الدرقية التي تم تشخيصها في سلطنة عُمان، وهو المسبب الرئيس للكثير من الوفيات في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء .

وقال الدكتور محمد بن هلال العزري رئيس قسم طب العائلة والصحة العامة، أستاذ مشارك بكلية الطب والعلوم الصحية، استشاري أول بمستشفى جامعة السلطان قابوس الباحث الرئيس في الدراسة ضمن الفريق الطبي المكون من 7 أطباء: "لم تكن هناك أي دراسات سابقة في سلطنة عُمان للتحقيق في الخصائص الجزيئية والعوامل الاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية بتطور حدوث نمو سرطان القولون والمستقيم وتحديد انتشار أنواع معينة في مناطق مختلفة من سلطنة عُمان".

وأوضح العزري أن الدراسة تستهدف تحديد مدى انتشار الخصائص الجزيئية للمرض في المناطق المختلفة من سلطنة عُمان، والتعرف على الارتباط بين الخصائص الجزيئية ونمو حدوث المرض، والعوامل المسببة مثل مرض السكري وأمراض القلب والسمنة والتدخين والعوامل الاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية، إلى جانب تحديد العوائق والتحديات المتعلقة بتبني برنامج فحص وطني لسرطان القولون والمستقيم بين أفراد المجتمع وصُنّاع القرار في سلطنة عُمان.

وأشار العزري إلى أنه سيتم إجراء 3 دراسات مختلفة ممثلة في دراسة مدى انتشار الخصائص الجزئية للمرض، وتحديد مجموعة 305 من مرضى سرطان القولون والمستقيم الذين تم تشخيصهم أخيرا في مستشفى جامعة السُّلطان قابوس والمستشفى السًّلطاني على مدى 3 سنوات مقبلة؛ لتحديد انتشار الخصائص الجزيئية المختلفة للمرض، وإنشاء سجل لحالات سرطان القولون والمستقيم.

أما الدراسة الثانية فتتعلق بالارتباط بين الخصائص الجزيئية ونمو حدوث المرض والعوامل المسببة المختلفة في السكان العُمانيين، حيث سيتم جمع معلومات من 338 شخصًا (169 لكل مجموعة)، نصفهم من المرضى المشخصين من السجل المختص بالمرض وستتم مطابقة المرضى غير المشخصين بالمرض في المجموعة الضابطة مع مجموع الحالات بناءً على عوامل مركبة محتملة مهمة مثل العمر والجنس، وستكون النتيجة الرئيسة هي تحديد عوامل الخطر المرتبطة بالخصائص الجزيئية المختلفة للمرض.

بينما تشمل الدراسة الثالثة تصميمًا مختلطًا يهدف إلى تحديد العوائق والتحديات المتعلقة بتبني برنامج فحص وطني لسرطان القولون والمستقيم بين أفراد المجتمع وصُنّاع القرار في سلطنة عُمان.

وذكر العزري أن هذه الدراسات الثلاث ستستهدف مجموعات سكانية مختلفة تشمل: مرضى سرطان القولون والمستقيم، ومقدمي الرعاية الصحية العاملين في مراكز الصحة الأولية (بما في ذلك كل من الممرضات والأطباء)، حيث سيتم إجراء دراسة مقطعية على 2178  من أفراد المجتمع المعنيين من مختلف مراكز الرعاية الصحية الأولية الواقعة في محافظة مسقط.

ولفت إلى أن البيانات المتعلقة بمعرفة المشاركين، والمواقف والعوائق التي تحول دون إجراء فحص التنظير ستجمع ضمن برنامج فحص وطني للمرض، بالإضافة إلى تجميع ما يقارب 336 عينة من مقدمي الرعاية الصحية من مختلف مراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لمحافظة مسقط لتحديد المعرفة والمواقف المتصورة اتجاه تبني برنامج فحص وطني للمرض في سلطنة عُمان.

وأوضح أنه سيتم إجراء المقابلات الفردية مع مجموعة من 18 من مقدمي الرعاية الصحية وواضعي السياسات الصحية من وزارة الصحة في سلطنة عُمان؛ من أجل جمع البيانات النوعية فيما يتعلق بآرائهم حول التحديات التي تواجه تنفيذ برنامج فحص وطني لسرطان القولون والمستقيم في سلطنة عُمان.

يُشار إلى أن هذه الدراسة من ضمن البحوث الفائزة بالمنحة السامية للسُّلطان قابوس بن سعيد- طيّب الله ثراه- التي خُصصت لتمويل مشروعات البحوث الاستراتيجية ذات الطبيعة البينية التخصصية التي تعالج موضوعات بحثية ذات أهمية استراتيجية للسلطنة والتي يؤمل أن تصبّ إيجابيًّا في خطط التنمية الاقتصادية وتمتد فترة تنفيذها من 3 إلى 4 أعوام.

تعليق عبر الفيس بوك