اقتصاد المعرفة.. مُحرك المرحلة المقبلة

 

محمد بن عيسى البلوشي

 

نجحت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في تحقيق نجاح نوعي لنسخة "كومكس 2023" بأن خصَّصت مساحة رئيسية لاقتصاد المعرفة، وما قيمة الصفقات الاستثمارية التي تمت في المعرض والتي جاوزت 40 مليون ريال عُماني إلّا شاهد على تميز الرسالة التي من لأجلها سعى القائمون على تنظيم المعرض.

الأرقام التي نشرتها الوزارة عبر حسابها على تويتر والتي تشير إلى عدد الاتفاقيات المبرمة في كومكس والبالغ عددها 50 اتفاقية في 4 أيام، وعدد الشركات التقنية الناشئة المشاركة في المعرض والبالغ عددها 96 شركة ومؤسسة، هي أرضية نستطيع أن نبني عليها سلم اقتصاد المعرفة ونوليها جل عنايتنا واهتمامنا وتركيزنا خلال المرحلة المقبلة، كونها مستقبل الجيل القادم من الاقتصاد القائم على إدارة المعلومة واستثمارها.

إننا وبلا شك نحتاج إلى إنتاج المعرفة من خلال تعزيز الأبحاث في مختلف المجالات التي ننوي المضي إليها، وخصوصا في قطاع الصناعة والخدمات والتي تمثل مساحة عالية من اهتمامنا الاقتصادي، وسوف تساعدنا نتائج تلك الدراسات إلى إيجاد أفضل السبل التي تمكننا من استثمار هذه المعرفة وربطها بالتكنولوجيا في الأنشطة والمجالات المرتبطة بالإنتاج.

وللوصول إلى هذه الغاية نحتاج إلى تعزيز حجم الاستثمارات في هذا المجال سواء عبر بوابة التمويل المباشر والمعروفة المصدر، أو من خلال دعوة أصحاب رؤوس الأموال والصناديق إلى الاستثمار في تلك المشاريع، وأيضاً تعزيز دور بورصة مسقط؛ كون أن البورصات هي إحدى الأدوات التمويلية والتي يمكن تفعيلها بشكل أفضل لخدمة رسالتها في تعميق السوق.

إن معرض كومكس هو بوابة حقيقية يُمكننا أن ندخل منها إلى صناعة جيل جديد من اقتصاد المعرفة، ويشكل محطة مهمة في تطوير الأنماط التقليدية التي عرفناها في الاقتصاديات والقائمة على بناء الشركات بالصورة الكلاسيكية، وسوف يساهم تعزيز الوعي الأجيال في إعادة انتباههم للأنشطة التي يمكن تنفيذها في مختلف القطاعات والمجالات الإنتاجية والخدمية وتوأمتها في الصناعة، فهذا النوع من الاقتصاد يساهم وكما توضح المؤشرات  العالمية إلى أنه ينمو بشكل مضطرد ويسيطر على أكثر من 7 بالمائة من الناتج الإجمالي المحلي العالمي.

شكرًا لوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على تخصيصها الموفق لعنوان "كومكس 2023" وأرجو أن يستمر هذا العطاء نحو تحقيق حلم اقتصاد المعرفة الذي نريد وفق رؤيتنا الوطنية نحو "عُمان 2040".