ماذا بعد صدور قانون التعليم المدرسي؟

 

وليد بن سيف الزيدي

من الأمور التي من الجيد التركيز عليها بعد صدور قانون التعليم المدرسي لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منه في المدة الزمنية القادمة، تعزيز كل ما يدعم أدوار المتعلم في المواقف الصفية وخارجها، من خلال المنهج الدراسي، واستخدام التقنية في التعليم، والتقليل من الفاقد التعليمي، ورفع معدلات الدافعية لدى المُعلم، وزيادة زمن الحصة الدراسية وليس اليوم الدراسي، والتقليل من عدد المتعلمين داخل الغرفة الصفية؟

فماذا تعني أدوار المتعلم؟ وكيف يمكن تعزيز تلك الأدوار بالمنهج الدراسي واستخدام التقنية والتقليل من الفاقد التعليمي ورفع معدلات الدافعية لدى المُعلم وزيادة زمن الحصة الدراسية والتقليل من عدد المتعلمين داخل الغرفة الصفية؟

بالنسبة لأدوار المُتعلم سبق الإشارة إليها من خلال مقال بعنوان "خلية النحل" الذي نشر في جريدة الرؤية العمانية في الثاني من نوفمبر 2021.

أما حول كيفية تعزيز أدوار المتعلم بعد صدور قانون التعليم المدرسي، فيمكن أن يكون في الجوانب الآتية:

المنهج الدراسي: من الجيد أن يكون المنهج الدراسي يحمل طابع التتابع في المواضيع الدراسية لكل مرحلة دراسية، فمثلًا يمكن أن يكون المنهج الدراسي في الصف العاشر والحادي عشر والثاني عشر في الجغرافيا والتقنيات الحديثة مع مراعاة التعمق في المواضيع الدراسية من صف لآخر ومن مرحلة لأخرى؛ حيث إنَّ هذا الأمر سيعزز من فهم المتعلم وقيامه بأدواره نتيجة تراكم خبراته في منهج التقنيات الجغرافية خلال سنوات دراسته. ويمكن قياس على هذا الأمر على بقية المناهج الدراسية.

استخدام التقنية في التعليم: في منتصف شهر مارس 2020، تقرر تعليق الدراسة في جميع مدارس السلطنة بسبب جائحة كورونا؛ الأمر الذي دفع باستخدام التقنية في التعليم لضمان سير العملية التعليمية، وخلال هذه المدة من الجائحة اكتسب المُعلم والمتعلم مهارات استخدام تلك التقنية. وبالتالي ففي حالة تعليق الدراسة أو انقطاع المُعلم أو المتعلم لأي سبب كان خلال المدة الزمنية القادمة، يمكن التوجه إلى استثمار تلك المهارات التقنية لضمان استمرار التعليم وتقليل الفاقد التعليمي وتفعيل أدوار المتعلم. وهذا الأمر يحتاج إلى جهود وإمكانيات تتمثل في الاستمرار بتقوية البنية التحتية لشبكات الإنترنت في المدينة والقرية على حد سواء، وتزويد المدارس بمعينات التعليم المعتمد على التكنولوجيا.  

تقليل الفاقد التعليمي: ويكون من خلال استبدال الاختبارات النهائية بالمهام التعليمية المصحوبة بالتغذية الراجعة من المُعلم خلال مدة بقاء المتعلم داخل المدرسة، وهنا تعزيز لأدوار المتعلم من خلال ما يتلقاه من تغذية راجعة حول المهمة التعليمية. كما يمكن التقليل من الفاقد التعليمي في حالة صعوبة الاستغناء عن الاختبارات النهائية باختصارها كأن تكون في نهاية العام الدراسي بدلًا من تكرارها بمعدل مرتين خلال نفس العام الدراسي، ويمكن مراجعة هذا الخيار بما تحقق من نتائج أثناء الجائحة.

رفع معدل دافعية الإنتاج لدى الفرد: ويكون ذلك بالبعد عن المنحى الجرسي في الاختيار العشوائي للأفراد الحاصلين على درجة استحقاق المكافأة في منظومة الأداء الفردي "إجادة"، وبالبعد كذلك عن لجان إطلاق الحكم حول استحقاق الفرد من عدمه للمكافأة. وبذلك يمكن أن نتوقع: أن ضعف دافعية المُعلم ستسهم في  ضعف دافعية المتعلم وبالتالي تضعف أدواره ويفقد التعليم أهدافه المرجوة.

والعمل بنظام الساعات الدراسية وتقليل عدد الطلبة داخل الغرف الصفية، سيساعد على تفعيل أدوار المتعلم؛ نتيجة تناسب زمن التعلم وإتاحة الفرص مع عدد المتعلمين.

تعليق عبر الفيس بوك