المسافة المتحركة بين مدينتي السلطان قابوس والسلطان هيثم

 

حمود بن علي الطوقي

خمسون عامًا بالتمام والكمال هي المسافة المتحركة بين إنشاء مدينتي السلطان قابوس التي افتتحت رسميًا تحت الرعاية السامية للسلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه في نوفمبر 1973، والثانية تم الإعلان عنها، وهي مدينة السلطان هيثم- حفظه الله ورعاه-.

ومنذ تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، وعجلة النهضة المتجددة تمضي قدمًا في بناء منظومة متكاملة لترجمة مرئيات رؤية "عمان 2040"؛  فقد تشكلت النهضة العمانية بقيادة المؤسس السلطان قابوس بن سعيد؛ لتعم كافة مجالات الحياة؛ حيث استطاع- رحمه الله- أن ينقل الشعب العماني من دولة تعيش في أصعب الظروف إلى دولة عصرية تتمتع بمختلف مقومات العيش السعيد.

وها هي النهضة المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تمضي قدمًا وترسم خارطة طريق متجددة لكي ينعم الشعب بعطاء المرحلة المقبلة.

أعود إلى المناسبة الغالية التي أُعلن عنها بتأسيس مدينة السلطان هيثم؛ لتكون في ولاية السيب؛ حيث تعد أكبر ولاية من حيث عدد السكان.

شخصيًا كنت انتظر مثل هذا الخبر السعيد بإنشاء مدن ترتبط باسم جلالة السلطان هيثم، وأذكر في إحدى تغريداتي على تويتر، اقترحت إنشاء مدينة السلطان هيثم الطبية، وهناك مقترحات أخرى بإنشاء مدينة السلطان هيثم الرياضية، واقتراحات تربط اسم السلطان هيثم بمشاريع تنموية مستدامة تقام على أرض عماننا العزيزة.

عندما افتُتحت مدينة السلطان قابوس في عام 1973، كانت آنذاك أحدث مدينة تنشأ في العاصمة مسقط، وقد صُممت لتواكب الحياة العصرية، ولتكون فاتحة خير لمدن المستقبل؛ حيث روعي في تصميمها تنفيذ أحدث المواصفات من حيث طرق البناء والتنفيذ وإقامة شبكات الطرق النقل والصرف الصحي، وقد استقطبت المدينة في ذلك الوقت عددًا كبيرًا من العاملين في السلك الدبلوماسي وكبار التجار، وتم إنشاء المحال والمراكز التجارية لتقدم الخدمات للقاطنين في هذه المدينة.

وحملت مدينة السلطان قابوس هذا الاسم طوال هذه السنوات وما زالت المدينة في أوج نشاطها؛ حيث تجددت فيها المشاريع وتم بناء فلل راقية ومجمعات تجارية ومراكز للتسوق ومطاعم ومقاهٍ عالمية ومساجد ومدارس، وغيرها من الخدمات لتلبية مطالب القاطنين والزوار لهذه المدينة الجميلة.

اليوم نشهد حدثًا جديدًا بالإعلان عن وضع حجر الأساس لمدينة السلطان هيثم، تحت الرعاية السامية لجلالته شخصيًا، لتكون مدينة المستقبل، ونتطلع قدمًا لرؤية هذه المدينة (مدينة السلطان هيثم) على أرض الواقع خلال السنوات المقبلة؛ حيث ستكون بمواصفات عالمية لتنافس أحدث وأجمل مدن العالم، وستكون أيقونة معمارية.

لقد جاء اختيار الموقع والمكان من لدن جلالة السلطان- حفظه الله- في ولاية السيب لتتشرف بهذه المكرمة؛ حيث ستكون المدينة الجديدة أنموذجًا لبناء المدن المستدامة وتحاكي الحياة العصرية وتطلعات الشباب في سلطنة بما توفره من خيارات سكنية متنوعة ومتعددة الاستخدامات ضمن بيئة عصرية تحاكي الموروث الثقافي وتتبنى أنماط الحياة المستدامة برؤية هندسية معمارية بديعة تحوي كافة أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم، وتتيح لهم الوصول إلى جميع مرافقها الاجتماعية والترفيهية بسهولة تامة، وتشعرهم بالانتماء والتمكين.

ولنا أن نقف على التفاصيل المُعلنة لهذه المدينة كي ندرك جميعًا مدى عظم وفخامة هذه المدينة المستقبلية، فهي- كما ورد في الأخبار الرسمية- تقع في ولاية السيب على مساحة 14 مليون متر مربع، وتستوعب 100 ألف نسمة، وتضم 20 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى مسطحات خضراء على مساحة 2,9 مليون مربع، و19 حياً متكاملًا (فلل منفصلة/ فلل شبه متصلة/ تاون هاوس/ شقق). وتضم المدينة مراكز رئيسية كالمرافق التجارية والجوامع، ومنها 25 مسجدا، بالإضافة إلى المكاتب والجامعة والمدينة الرياضية (مرافق رياضية مشتركة وملعب للرياضات الجماعية) والمستشفى المرجعي والحديقة المركزية والمراكز والبوليفارد، 39 مدرسة ومرافق رعاية صحية بعدد 11 مرفقاً.

هذه هي مدينة السلطان هيثم، مدينة المستقبل، ونتوق شغفًا لرؤيتها حقيقة على أرض الواقع، وقد انتهت الجهات المعنية من تنفيذها وبدأت تستقبل سكانها، كما يحدونا الأمل في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني أن تكون هذه المدينة نموذجًا لمشاريع مستقبلية مماثلة تواكب متطلبات الحياة العصرية.