أحلامنا لا تكبر!


المعتصم البوسعيدي
(1)

يُقال: "الأحلام قد تكون مصدر إلهام لك، وترى خلالها فكرة جديدة" وأقول أحلامنا -في أحيانٍ كثيرة- لا تكبر؛ محكوم عليها أن تظل في عالمها غير الحقيقي.

(2)

انتهى موسمنا الرياضي الكروي، وبدأت قصة (ماذا بعد؟) تجميد وسط صيف حار قادم، ومن المسؤول؟ كرة تائهة في وسطِ عكٍ كروي مرير، والجمهور الذي مات فيه شغف الحضور، وهو "شاهد مشفش حاجة" أو حتى لو  شاهد حاجة، فحلمهُ لا يكبر.

(3)

لا تُبنى الأحلام بالحديثِ عنها، وحسب ما يقال "الأغلب لا يتذكر حلمه" لذلك مسألة الوعود والعمل على وضعِ الاستراتيجيات والخطط ... إلخ، باتت ما "توكل عيش" والثقة بين المسؤول والناس تزداد هوتها، والوسط الرياضي في سلطنة عُمان كحال غيره بات تقييمه على واقع مُحدث لا على حلمٍ وطموحات في حديثٍ هنا وهناك.

(4)

كيف نقنع العالم أنَّ هناك قولًا عن لفظ حلم باللغة الإنجليزية (Dream) يعود أصل اختياره إلى الفرح؟ ونحن في كل مرة تتبخر أحلامنا بمشاركات رياضية دولية غير مرضية، ومسابقات ضعيفة، وتنظيم بطولات "حولنا وحوالينا" ومنشآتٍ لا تعطينا مجالا للأمل في غدٍ أفضل.

(5)

عندما تعود الأندية من بعيد، نعلم جيدًا أنها سعت خلف حلمها الجديد؛ نابولي أحيا ذكرى ماردونا، فجنَّ جنون الحالمين بتحقيقِ حلم مُنتظر، وهناك في جدة عروس البحر أسعد (الآتي) مُحبيه من الخليجِ إلى المحيط، وهكذا تصاغ وتعاد صياغة منظومة التنافس الحقيقي، ولكن هل يشملنا هذا الحديث؛ لا أعلم، وما أعلمه- حقًا- أن أنديتنا على الأغلب تعمل بنظام (الأجر اليومي)؛ أي أنَّ ما أكسبه اليوم لا يعني شيئا في الغد، فلربما كان بالأمس على مائدة فاخرة في ليلة سعيدة، وأصبح على كسرة خبز لا تسد الرمق.

(6)

على سبيل الأمل ورغم أحلامنا التي لا تكبر "لا يستطيع الإنسان مطلقًا أن يتوقف عن الحلم، الحلم غذاء الروح كما أن الأطعمة غذاء الجسم، نرى غالبًا خلال وجودنا أحلامنا تخيب، ورغباتنا تُحبَط، لكن يجب الاستمرار في الحلم وإلا ماتت الروح فينا".