دور البشر في المستقبل

 

سليمة بنت عبدالله المشرفية

منذ القدم والإنسان يبتكر الوسائل والأدوات التي تسهّل عليه أعباء الحياة وترفع من إنتاجيته وقد برز ذلك بشكل أكبر مع الثورة الصناعية الثالثة التي أفرزت للبشر العديد من الآلات التي استغنى بها الفرد عن الأيدي العاملة وسهلت عليه الكثير من الأعمال الشاقة التي كانت تستهلك جهده ووقته و(ماديته)!

ومع النقلة النوعية التي أحدثتها الثورة الصناعية الرابعة التي تتميز بدمج التقنيات التي تطمس الخطوط الفاصلة بين المجالات المادية والرقمية والبيولوجية، ومن ثم إحالة كل المهام (من أعقدها إلى أبسطها) التي يقوم بها البشر في العادة إلى الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وهنا يبرز سؤالٌ يدور في ذهن كل فرد منَّا، وهو ما دور البشر في المستقبل؟!

هناك مؤشراتٌ تؤكد بأنَّ ملايين من الوظائف التي يشغلها البشر الآن لن تتوافر مستقبلا بسبب الذكاء الاصطناعي الذي سيقوم بهذه المهام بدلاً عن الإنسان وبالتالي مزيدا من التعطيل للطاقات البشرية والاستغناء عنها.

لا شك أن الثورة الصناعية الرابعة أفرزت وستفرز فرص عمل من نوعٍ آخر مستقبلا، ولكن هل ستستوعب هذه الفرص أعداد البشر التي هي في ازدياد أم أنها ستكون حكرا على فئاتٍ مُعينة وستبقى الفئات الأكبر في المجتمعات بلا وظائف؟!

الذكاء الاصطناعي مع أهميته في تسهيل حياة الإنسان، والذي سيكفي البشر موؤنة الكثير من الأعمال المعقدة وبدقة عالية وعزيمة لا تفتر، ولا يعتريها ما يعتري البشر من التعب، والمرض والإرهاق، والذي سيعتبر الاعتماد عليه بعد سنينٍ معدودة الرهان الوحيد على تفوق بلدٍ ما أو تخلّفه، وهو ذكاء اصطناعي سيأتي بعده ذكاء اصطناعي من نوعٍ أرقى، وهذا شأن البشر في البحث عن الأفضل مما يُحجّم شأن الإنسان ويُعطّل طاقاته، ويظل التساؤل: ما دور أكثر البشر مستقبلا؟!

تعليق عبر الفيس بوك