عالم الذكاء الاصطناعي وتحدياته المحتملة

 

سامح الشكيلي

 

عالم جديد بدأ يُغازل الدول والمجتمعات، وفي الحقيقة هي ليست بداية ولكن هذه المرة يبدو أن دخوله هو الأقوى من نوعه من حيث مساهمته في تحسين المجتمعات وتقدمها، والتغيرات التي قد تطرأ على أسلوب الحياة فيها، إنه الذكاء الاصطناعي الذي يتردد صداه على آذاننا منذ أن قامت الثورة الصناعية الرابعة في العالم، إلا أن الذكاء الاصطناعي لم يكن آنذاك سوى عنصر مكمل وفي بعض المجالات ومقتصر على بعض الدول دون غيرها كذلك.

إلا أن الموجة الحالية والقادمة من الذكاء الاصطناعي هي موجة ضخمة وقد تكون قاسية من حيث تهديده لبعض الوظائف والمهن القائمة، فهو يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، فإن تمت برمجته بشكل ملائم بالمدخلات والمخرجات يمكن أن يكون عقلا يماثل عقل الإنسان.

وإذا كانت بعض المجتمعات تعاني من هشاشة على مستوى التعليم الأولي أو الابتدائي، فهي بحاجة إلى جهد عالٍ من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة وإدخال الذكاء الاصطناعي بشكل يلائم تلك المجتمعات دون الإخلال بالمستوى الذهني والتعليمي، وإذا علمنا أن القدرات الذهنية القادرة على الابتكار هي شحيحة فيها، على هذه المجتمعات أن تعد العدة من أجل الحفاظ على هذه القدرات الفتية وزيادة أعدادها من خلال رؤية طموحة وخطة محكمة تضمن لها تخريج أجيال تحمل كفة أوطانها على عاتقها، والفكر أو العمل الاستباقي هو أحد العوامل المهمة التي تعتمد عليها البلدان الطموحة والمتقدمة أي إعداد خطط استباقية قبل الغوص في أعماق الذكاء الاصطناعي وما قد يخلفه من ركود في مجالات الابتكار والإبداع.

مواقع التنشئة من جامعات ومدارس ومعاهد باتت على المحك لمواجهة التحديات التي قد تواجهها نتيجة إحداث موجة الذكاء الاصطناعي في أي بلد كان وخاصة تلك الدول التي يتكئ أغلب شبابها على بساط الراحة دون إحداث تغيير على المستوى الإقليمي أو الدولي.

 

تطبيقات على الهواتف الذكية تحاكي عقل الإنسان، وفي مجال الطب الذكاء الاصطناعي يصمم خلايا حية تتحرك وتعالج نفسها، وروبوتات تحل محل الإنسان لتقدم خدمات ربما لا يستطيع الإنسان القيام بها، وغيرها الكثير، في حقيقة الأمر هي محامد تؤدي وظائف إيجابية وتوفر الجهد والوقت على الإنسان، إلا أن الاعتماد عليها كليًا يعد من السلبيات، قد تسبب خمولًا في جسد الإنسان وجمودًا في عقله، وتبعثرا أفكاره، إذا ما علمنا أن العديد من الوظائف قد تجدول في طي النسيان لبرهة من الزمن وقد تمحى من الوجود.

 

رسالة إلى الجهات المختصة في بلدنا الحبيب، بأن يباشروا العمل في إعداد خطط ورؤى استباقية من أجل التصدي لعواقب محتملة إثر موجات متتالية من الذكاء الاصطناعي، وذلك لضمان استمرار تخريج أجيال تمتلك قدرات ذهنية عالية ومهارات جيدة لمواكبة مسيرة التنمية المستدامة في البلاد في ظل قيادتها الحكيمة الفذة.

 

*سامح الشكيلي*

 

تعليق عبر الفيس بوك