كيف ترى عُمان مستقبلًا؟

 

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

 

قد تستغرب من عنوان مقالي المثير للدهشة والتساؤل ولربما المثير للجدل؛ حيث عمان بلدنا الغالي العزيز ذات تاريخ وحضارة وأمجاد ومنجزات، وقد حفها الله برعايته وعنايته منذ القدم، وكان لها من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم النصيب الأوفر؛ إذ خصها به دون أقطار أخرى، فعدما أسلم مازن بن غضوبة بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم سأله أن يدعو لأهل عُمان، فقال الرسول اللهم اهدهم، فقال مازن: زدني يا رسول الله، فقال: اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا، فقال مازن: يا رسول الله إن البحر ينضح بجانبنا، فادعُ الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا. فقال النبي: اللهم وسّع لهم وعليهم في ميرتهم، وكثّر خيرهم في بحرهم. فقال مازن: زدني. فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: اللهم لا تسلّط عليهم عدواً من غيرهم.

لذلك فهي منذ أن أشرقت عليها  شمس النهضة المباركة وهي تمضي في مسار مبشر بالخير يبعث على الطمأنينة، مسنودة ومدعومة ومنصورة ومعززة بدعاء الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبكرامات وبركات الخيرين والصالحين والمُصلحين فينا ومنَّا، ومنذ تولي مولانا جلالة السلطان هيثم أعزه الله تعالى مقاليد الحكم في البلاد، والنهج واحد، فقد ترك السلطان الخالد فينا السلطان قابوس- طيب الله ثراه- بلادنا أمانة في أيدٍ أمينة، وأعني هنا جلالة السُّلطان هيثم- حفظه الله تعالى.

المتتبع للفترة الماضية، يجد أن عُمان عملت الكثير واشتغلت على الكثير، وكما كانت ترى في  مواطنيها الثقة والقدرة على اختيار ما يناسبهم وينفعهم وينفع البلد.

وإننا كشعب لدينا القدرة أن نميز بين الصح والخطأ، وبين الصواب وعكسه، وأن تمكين العقل والتدبر من شيمتنا، وجعلنا في عمق المسؤولية أمر لا مناص منه، فالتربية السلطانية حديثا وقديمًا لنا كعمانيين، تعطينا الثقة والقدرة على آخذ القرارات الصحيحة وأن نبقى دائمًا وأبدًا في مستوى عالٍ من المسؤولية، وحمل الأمانة وصون مكتسبات هذا البلد. وفي هذا الصدد فإنَّ العماني متمسك بعهوده ووعوده ليس من اليوم فقط، ومرتبط بمجتمعه وببلده ليس من البارحة أيضاً، ولا يمكن أن ينفك عن ذلك أو يحيد.

إن عُمان وأهلها جسد واحد إذا اشتكى عضو من أي شيء، تداعت وتآزرت وتماسكت بقية الأعضاء، لتكون جميعها حصنًا حصينًا ودرعًا منيعًا.

والوقوف على الأحداث التي تجري في العالم والمناوشات التي تنشب وتشب وتظهر هنا وهناك، يستوجب علينا الشكر، ويدفعنا ذلك إلى التأمل والتفكُّر، فلا ينبغي أن نواصل الاستهتار، ولا يجب أن ننكر نعم الله علينا والستر والعفاف والكفاف الذي يتفضل به الله تعالى علينا، فعلينا أن ننظر إلى بعض بعين الرحمة والإيثار والشفقة، وبإذن الله ستكون سفينتنا آمنة مطمئنة.

تعليق عبر الفيس بوك