اشتباكات السودان

الجيش يتحدث عن حسم و"تضييق نطاق" المواجهة.. وحميدتي يدعو إلى "التدويل" باسم الديمقراطية

 

تواصَلت أمس، ولليوم الثالث على التوالي، دائرة القتال العنيف في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع (شبه العسكرية المنافسة)، مع استمرار إطلاق النار في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بجميع أنحاء البلاد.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل 97 شخصاً وإصابة 942 آخرين منذ بداية هذه الأحداث، مشيرة إلى أن هذه الأعداد تشمل المدنيين والعسكريين معاً.

إلى ذلك، أكد الجيش السوداني، أنه اقترب من "حسم" المعركة مع قوات الدعم السريع، موضحاً أنه يديرها "كما مخطط لها". وقال في بيان نشره على "تويتر": "متمسكون بمقراتنا كافة، ونقترب كثيراً من لحظة الحسم، وانتقلنا للمرحلة الأخيرة من خطة العملية، وهي مرحلة مطاردة العدو الذي تهرب عناصره حالياً في كل مكان".

وشدد البيان على أنَّ قوات الجيش تعمل طبقاً لقواعد الاشتباك والقانون الدولي الإنساني، مشيراً إلى وجود استهداف لبعض البنايات بمحيط القيادة العامة. وأكد الجيش حرصه على "تضييق" نطاق التعامل مع قوات الدعم السريع قدر الإمكان لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين، في حين اتهم قوات الدعم السريع بالحرص على "الانفتاح بالقرب من المناطق المأهولة".

 

ثمن الديمقراطية

وبالمقابل، دعا قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، المجتمع الدولي، للتحرك فورا ضد ما قال إنها جرائم رئيس مجلس السيادة في السودان عبدالفتاح البرهان، واصفا إياه بالمتطرف الذي يقصف المدنيين من الجو.

وأضاف دقلو -في بيان- إن قواته تحارب من وصفهم بالمتطرفين الذين يأملون في إبقاء السودان معزولا، وبعيدا عن الديمقراطية، مؤكدا الاستمرار في ملاحقة عبد الفتاح البرهان وتقديمه للعدالة. وجدد دقلو التأكيد أن قوات الدعم السريع لم تهاجم أحدا، بل ردت على الحصار والاعتداء عليها. وشدد على أن قوات الدعم السريع ستفعل كل ما بوسعها لحماية الديمقراطية ودعم حكم القانون في السودان، وتحقيق السلام والاستقرار.

من جهتها، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، الإثنين، أن الأبواق الإعلامية لقوات الدعم السريع تقوم ببث الكثير من الأكاذيب لتضليل الرأي العام. وأوضحت أن موقف العمليات حتى الآن بالعاصمة يتضمن اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة ووسط الخرطوم. وأشارت إلى أن القوات المسلحة تسيطر تماما على جميع مقراتها ولا صحة لما يتم تداوله بشأن استيلاء قوات الدعم السريع على القيادة أو بيت الضيافة أو القصر الجمهوري. وأكدت "تنفيذ القوات الجوية ضربات ضد عدد من الأهداف المعادية، وستتم مواصلة ذلك حتى تصفية آخر جيب للميليشيا المتمردة بالعاصمة التي بدأت تقوم فيها بممارسة أعمال سلب ونهب متفرقة تحت التهديد لممتلكات المواطنين العزل".

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت، قبل يومين، اقتحامها منزل رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالقيادة العامة للجيش السوداني. وبثت صفحة قوات الدعم السريع على "فيسبوك"، فيديو يظهر جراج (مرآب) بداخله عدد من السيارات المدنية، وشوهد جنود الدعم السريع يتجولون داخل المنزل وهم يعتلون سيارات ويتفقدون عدداً من المدرعات داخل حديقة.

 

وساطة إفريقية

إلى ذلك، يعتزم رؤساء ثلاث دول في شرق إفريقيا التوجه إلى السودان كوسطاء، في محاولة لوقف القتال بين المعسكرين المتنافسين في الجيش. وقالت الحكومة الكينية، إن الرئيس ويليام روتو ورئيس جنوب السودان سلفا كير ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله سيصلون إلى العاصمة السودانية الخرطوم "في أقرب وقت ممكن".

وكانت الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" قد دعت لعقد قمة استثنائية لرؤساء دول وحكومات منطقة شرق أفريقيا. وطالبت الهيئة بوقف فوري للقتال في السودان، ودعت كلا الطرفين إلى فتح ممر آمن للمساعدات الإنسانية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة