التحلي بالإيجابية

 

مدرين المكتومية

في ظل ما نُعانيه من تحديات ومصاعب في حياتنا اليومية لا بديل لنا عن التحلي بالإيجابية ونبذ الفكر السلبي والتخلص من أي شحنات وطاقات سلبية نمر بها، خاصة وأن هناك الكثير من البوادر الواضحة والجهود المبذولة من أجل أن نصل إلى مستقبل أكثر ازدهارًا.

ربما تكون هناك بعض القطاعات التي تحتاج إلى مشاريع جديدة وإدخال مزيد من التغيرات والتحديثات بما يتناسب مع الخطوات الإيجابية التي تعمل عليها الحكومة كمشاريع الاستثمار، ومعالجة تحديات تخليص المعاملات وإنجازها في وقت أسرع، لكننا متفائلون في ظل تطبيق اللامركزية والجهود المبذولة لتسريع وتيرة العمل وتبسيط الإجراءات.

لذلك أقولها دائمًا: دعونا نعيش الحياة بنوع من الإيجابية، وأن نعلم يقينًا أن حياتنا ستتغير نحو الأفضل، وسيعيش كل فرد منَّا كما يريد ويرغب، لكن كل ذلك يحتاج إلى المزيد من العمل والإتقان فيه وإخلاصه، مع القليل من الصبر والتريث والانتظار، ودعم متواصل لجهود الحكومة، فهي لا يمكن أن تقوم بكل شيء بمفردها.

وذلك ينطبق أيضًا على حياتنا الشخصية من حيث التعامل مع مجرياتها بروح من اليُسر والتسهيل، وعدم تضخيم كل ما يمر علينا من تحديات، مع إعطاء أنفسنا فرصة لرؤية الجوانب الأخرى من الأشياء التي نرفضها أو نتردد في قبولها خوفًا من العواقب.

كل شيء في هذه الحياة مبني على ما يدور في أذهاننا، وكيف نتصوره، وكيف تحلله ذواتنا، ولكن الحقيقة قد تكون مختلفة تمامًا ومغايرة. لذلك شيء من الإيجابية قد يجعل الحياة أكثر جمالًا وصفاءً، وقد يفتح ألف باب مغلق، وإذا لم تجد الأبواب مفتوحة لا تقف عندها، ففي كل مكان هناك أيضًا نوافذ، قف عندها وانظر للعالم منها، ولرحابته، نحن بحاجة لمزيد من الأمل والإيجابية، ومزيد من الحياة التي نعيشها بحب وعمق وسعادة.

مهما حصل لا يمكن للحياة إلا أن تهبنا السعادة، وهذه السعادة لا يمكن لأي شيء تحقيقها ما لم تكن تشغل حيز أفكارنا، ومساحة من عقولنا، هي تسكننا ونعيش بها وعليها، إننا في المقابل ليس علينا فقط أن نعيش نحن عليها، وإنما علينا أيضا أن نرسلها للآخر، أن نساهم في أن تصبح جوا سائدا يمكن للآخرين الاستمتاع به، وأيضا العيش عليه.

إنَّ الحياة بكل ما فيها من تحديات، لا يمكن تجاوزها إلّا بالأمل وقليل من الإيجابية، وأن تجعلنا دائما نبحث عن جمال ما نملك وما وهبنا الله، أن نتفكر ونتعمق في كل الأشياء الرائعة والمتاحة لأن نعيشها بسعادة.

إنّنا لا نملك من الزمن إلا هذه اللحظة التي تقرأون فيها هذه السطور، لأن الدقيقة التي فاتتكم قد رحلت بالفعل ولن تعود، والساعة التي تخططون لها قد لا تأتي! لذلك اصنعوا من اللحظات حدثًا جميلًا وفرصة لا تتكرر، واجعلوا أيامكم مليئة بالأمل والتفاؤل والإيجابية ولا تعيشوها لأنفسكم؛ بل كونوا أيضًا رسل خير وبركة وانشروها مع الآخرين.

الحياة مليئة بالتحديات والصعاب والضغوط النفسية، وإذا ما جلس كل فرد منِّا يتفكر ويُرهق ذهنه بها، لن نتقدم، وسنظل نتراجع، وستستحيل الحياة كابوسًا لا نهاية له، وسنتحول إلى كائنات تشع شحنات سلبية تؤذي نفسها والآخرين.. وأخيرًا.. تحلوا بالأمل في غدٍ سعيد، ومستقبل باسمٍ للجميع، ولا تدخروا جهدًا من أجل إسعاد الآخرين، لأنها ستعود لكم أضعافًا مضاعفة.