خزانة الذكريات بمعرض مسقط للكتاب

 

 

سالم بن محمد العبري

 

مائة عنوان كانت نصيبي هذا العام من معرض مسقط الدولي للكتاب، ولم تكن وجبة كافية لإشباع نهم المعرفة، وتصبير العقل التواق إلى كل جديد.. كان من الواجب أدبياً ونحن- العُمانيين- ننتمي إلى عالم الأدب والثقافة منذ فجر التاريخ الإنسانيّ ألا يُغلق المعرض أبوابه، ويُعاد شحن الكتب المرتجعة من منافذ البيع، بل يُعاد عرضها في معرض دائم، لكن هيهات وأنّى لنا ذلك.

لقد كان المعرض- وبحق- مُميزًا رغم ظهور العديد من المعيقات، مثل تأخر إنجاز الدعوات والتأشيرات لبعض المثقفين العرب الذين لم يتمكنوا من اللحاق بهذه التظاهرة الثقافية السنوية، فضلًا عن السهو في إدراج بعض الشخصيات العمانية المحسوبين على المشهد الثقافي من قائمة المدعوين إلى ليلة الافتتاح الرسمي والمخصصة لكبار الشخصيات، وأشياء أخرى يضيق المكان بذكرها.

مثّل معرض الكتاب فرصة سانحة لرؤية الكثير من الشخصيات العمانية التي لا يجود الزمان برؤيتها عن كثب في الفعاليات الثقافية التي نرتادها على مدار العام سواء في المؤسسات الثقافية الرسمية كالنادي الثقافي وجمعية الكتاب والأدباء، وغيرها من المؤسسات والتي نأمل أن تحتفي بأصحاب العطاءات والإبداعات المميزة والتي لاقت ترحيبا واحتفاء خارج عُمان، وأعطت على مدار 50 عاما دون توقف، ومازالت تعطي دون كلل أو ملل.

لقد شرفتُ هذا العام بزيارة العديد من الأجنحة العربية وكان أولها جناح الجمهورية العربية السورية في ضيافة الدكتور إدريس ميا ساعتها أحسست أنني ومن في صحبتي في دمشق وعادت بي الذاكرة إلى أول إطلالة على دمشق من نافذة الطائرة العراقية التي حملتني من بغداد باتجاه القاهرة في ١٤ يونيو ١٩٦٨ وهي أول طائرة أستقلها في حياتي.

تداعى سيل الذكريات مع لقطات الصور الفوتوغرافية في كل الأجنحة التي حللت عليها ضيفاً لكن الجناحين السوري والعرقي كان لهما زخم خاص، مما حفزني لاقتناء الطبعة الأحدث من ديوان الجواهري رغم احتفاظي بنسخة فريدة من طبعة الستينيات وأوائل السبعينيات التى اقتنيتها من الجاح العراقي بمعرض القاهرة الذي كان يقام بأرض الجزيرة.

 ومن الجناح العراقي الذي لاقيت فيه ترحاب سعادة قيس سعد العامري سفير جمهورية العراق المعتمد لدى سلطنة عُمان، انتقلت بعدها إلى مقابلة الأخ الدكتور يحيى الداود المستشار الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية في جناح المملكة وكان في استقبالنا أمين مكتبة الملك فهد الوطنية محمد عبدالعزيز الراشد الذي استقبلنا وكأننا زملاء عمر وعمل ووجدنا منه ترحابًا وفرشنا معه بساط الالتقاء والمودة المستند إلى تكئات الفكر والمعرفة، وقدّم لنا كتابا تاريخيا ثمينا في معرفته وجودة طباعته بعنوان: (التشريعات في جنوب غرب الجزيرة العربية) والذي أعدته الدكتورة نورة النعيمي، وفي الجناح الجزائري التقينا عاشق عُمان ونزوى الدكتور ناصر بوحجام ولحقت بجلستنا الدبلوماسية الجزائرية فاطمة الزهراء وتعجب البعض من معرفتها الشخصية فقد التقينا سويًا بالجزائر في شهر سبتمبر 2022، وكنَّا ضيوفًا على احتفالات السفارة بالعيد الوطني الجزائري في نوفمبر الماضي.

وفي الأخير.. نعيش على أمل اللقاء في معرض مسقط الدولي للكتاب المقبل 2024 والرجاء بتحقيق ما فاتنا من أمنيات على قيد الحلم.

تعليق عبر الفيس بوك