وفق "قانون مور".. هل نحدث معلوماتنا؟

 

 

عمرو عبد العظيم

 

وضع "جوردون مور" المؤسس المشارك لشركة إنتل في عام 1965 قانونًا ينص على أن عدد الترانزستورات الموجودة على شريحة الكمبيوتر يتضاعف كل عامين تقريبًا، بينما تنخفض التكلفة لكل ترانزستور، وهذا يعني أن قوة الحوسبة للرقاقة ستزداد أضعافًا مضاعفة بمرور الوقت، بينما ستنخفض تكلفتها. كان قانون "مور" قوة دافعة وراء التقدم السريع لتكنولوجيا الكمبيوتر على مدى العقود العديدة الماضية، وكان هذا القانون عاملًا حاسمًا في تشكيل العالم الحديث، وسيظل تأثيره محسوسًا لسنوات عديدة قادمة.

وفي عالم اليوم الذي يسير سريع الخطى كان من الضروري تحديث معارفنا ومهاراتنا، فمع ظهور التقنيات والابتكارات الجديدة يجب أن نظل عزيزي القارئ على اطلاع للبقاء في الطليعة في حياتنا الشخصية والمهنية، فتحديث معلوماتنا ليس مهمًا فقط لنمونا الشخصي ولكن أيضًا لتطوير حياتنا المهنية ووظائفنا وتقوية مصادر دخلنا، فوفقًا لقانون مور فإن المعلومات تتضاعف كل ستة أشهر. فهل تتضاعف معها معلوماتنا؟ أم مازلنا نقف في نقطة بعيدة عن مستوى التطور الهائل الحاصل اليوم.

وفي سوق العمل الحالي، يبحث أصحاب العمل عن الأفراد الذين يمكنهم التكيف مع التغيرات ولديهم المهارات اللازمة للنجاح في بيئة ديناميكية، حيث إنهم يبحثون عن الأفراد الذين يطورون أنفسهم باستمرار ولديهم شغف بالتعلم. في مثل هذا السيناريو، يعد البقاء على اطلاع بأحدث الاتجاهات والتطورات في مجالنا أمرًا بالغ الأهمية.

علاوة على ذلك، يساعدنا تحديث معلوماتنا على اتخاذ قرارات أفضل. سواء كان الأمر يتعلق بإجراء عملية شراء كبيرة أو قرار يُغير حياتك، فإنَّ الحصول على أحدث المعلومات يمكن أن يساعدنا في اتخاذ قرار مستنير. وفي عصر الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة من المهم للغاية ضمان وصولنا إلى معلومات موثوقة ودقيقة.

وفي حياتنا الشخصية يمكن أن يساعدنا تحديث معلوماتنا بعدة طرق. على سبيل المثال، يمكن أن يسهم في الحفاظ على صحتنا ولياقتنا من خلال التعرف على أحدث اتجاهات الصحة والعافية. ويُعد تحسين علاقاتنا من خلال التعرف على أحدث تقنيات الاتصال ومهارات الذكاء العاطفي من ضروريات الحياة الاجتماعية اليوم، فمن خلال تحديث معلوماتنا نستطيع أن نصبح أكثر إبداعًا وابتكارًا، ويعتبر توليد أفكار وحلول جديدة للمشاكل المعقدة يتوقف على مدى قدرتنا على البحث والاستكشاف وتمكين أنفسنا من تطوير وجهات نظر ورؤى جديدة ربما تؤدي إلى طفرات إيجابية في حياتنا الشخصية والمهنية.

الخلاصة.. من خلال قانون "مور" يُعد تحديث معلوماتنا أمرًا بالغ الأهمية في عالم اليوم سريع النمو المعلوماتي. إنه لا يساعدنا فقط على البقاء في المقدمة في وظائفنا ولكنه يساعدنا أيضًا على اتخاذ قرارات أفضل وتحسين حياتنا الشخصية والاجتماعية. ومن خلال التعلم والنمو باستمرار يمكننا أن نصبح أكثر إبداعًا ونجاحًا في كل ما نقوم به. لذلك، دعونا نلتزم بإبقاء أنفسنا على اطلاع دائم ومُحدث لكل ما يفيدنا، ونجني فوائد التعلم مدى الحياة.