البحوث العلمية ومواكبة "عُمان 2040"

 

محمد بن عيسى البلوشي

قادني السفر التعليمي الذي يأخذنا معه الدكتور إسماعيل باقي محمد لدراسة مادة "منهجية البحث العلمي" في الكلية الحديثة للتجارة والعلوم إلى طرح تساؤل مهم حول أهمية تشجيع البحوث العلمية لدراسة العديد من الظواهر والحالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المجالات والقطاعات، وإيلائها الاهتمام الأكبر بهدف تحسين وتجويد قراراتنا وبرامجنا ومشاريعنا الحالية والمستقبلية وفق رؤيتها الوطنية الطموحة "عمان 2040".

ودراسة كل حالة على حدة وفق منهجية بحثية رصينة ستقودنا إلى بناء قرارات أكثر موضوعية في المشروعات ذات العلاقة بإنتاجية الموارد البشرية والعلمية والاقتصادية والتجارية، أو لفهم ظواهر المجاميع في إيجاد التأثير الإيجابي الفاعل، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ما مرت عليه المجتمعات جراء جائحة كوفيد19، وتغيير السلوك بشكل لافت وملحوظ في استخدام خدمات المدفوعات الإلكترونية، لتساعد بعد ذلك في انتشار خدمات المدفوعات وطلب تعميمها.

لا شك أن مجتمعاتنا تتطور بشكل متسارع لتواكب التطورات والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية والجيوساسية، وتتأثر معها بعض المفاهيم بسبب التأثير المباشر لوسائل التواصل الاجتماعي وما ينشر فيها من محتويات مهاجرة قد لا تمت بصلة للواقع المعيش أو القيم الإنسانية التي تتميز بها جغرافية معينة عن غيرها، ويستلزم ذلك دراستها بعناية فائقة تحت مجهر المنهجية العلمية.

وتعد التحديات الطبيعية والإنسانية والمعرفية فرصا متجددة لدراسة تأثيرها عبر منهجية البحث العلمي على تحقيق برامجنا ومشاريعنا المستقبلية في جميع المجالات، فالبحوث العلمية تعيد النظر بعض الأحيان في طرق تحقيق النتائج.

وتعزيز اهتمامنا بالبحث العلمي عبر إنشاء وحدة في كل جامعة أو كلية، تقوم برصد التطورات والمتغيرات في المجتمع بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودراستها بشكل منهجي وعلمي سوف يسهم في إيجاد جيل قادر على فك رموز المتغيرات والتطورات التي تطرأ في العالم، وتستشرف المستقبل بقوة العلم وتحكيم المنطق والنتائج، سوف يثري دور البحوث العلمية المتحققة في تطور المجتمع ونموه.

إن طلبة التعليم العالي في جميع مستوياتهم أمام مسؤولية عظيمة في حمل أمانة البحوث العلمية التي يقدمونها لنيل شهادة الماجستير أو الدكتواره، لتكون أكثر قربًا من تطلعات مجتمعهم الذي يسعى بكل عزم وإصرار لتحقيق رؤيته الطموحة نحو "عُمان 2040".