المشي الجبلي والتنمية السياحية في الجبل الأخضر

ضاوي بن سالم بن محمد الفلاحي

تمثل رياضة المشي الجبلي إحدى الرياضات التي تحظى باهتمام الكثيرين من أبناء السلطنة بشكل عام وأبناء ولاية الجبل الأخضر بشكل خاص، ونتيجة لتميز ولاية الجبل الأخضر بوفرة المسارات الجبلية وتنوعها في التضاريس الطبيعية واحتواء مساراتها على البيئات المناسبة لممارسة رياضية المشي الجبلي وانفرادها بمناخ مثالي يساعد ويشجع على الاستمرارية في ممارسة هذه الرياضة طوال العام، كان لفريق التضامن الرياضي بقرية سيق بولاية الجبل الأخضر مبادرة رائعة.

تمثلت هذه المبادرة في تنظيم يوم رياضي والذي من خلاله تم تنفيذ مسار جبلي يشترك فيه أبناء قرية سيق والقرى المجاورة لها وذلك يوم الجمعة 26 رجب 1444هـ الموافق 17 فبراير 2023م، إدراكا من إدارة الفريق بأهمية رياضة المشي بشكل عام والمشي الجبلي بشكل خاص والتي لا تخفى على أحد.

IMG-20230216-WA0041.jpg

وما يميز هذا المسار الجبلي أنه مسار سياحي بالدرجة الأولى، وتم اختيار هذا المسار بعناية فائقة لتحقيق جملة من الأهداف؛ حيث  يربط هذا المسار العديد من قرى ولاية الجبل الأخضر السياحية الجميلة والواقعة على سفوحه المرتفعة والتي تستقبل خيوط أشعة الشمس منذ باكورة صباح كل يوم والذي يزيدها بهاءً وجمالًا، ومن هذه القرى الجميلة قرية العقر والعين والشريجة وسيق مرورا بالمدرجات الزراعية  وعلى جداول الأفلاج وبعض الأودية والبرك المائية الطبيعية، إضافة إلى الإطلالة الرائعة لكل من قرية القشع وقرية سلوت الواقعتان أسفل السفوح والمدرجات الزراعية.
وعن طبيعة المسار وماهيته، فإن هذا المسار يمتد لمسافة 5 كيلومترات يبدأ من الساحة الخارجية لقرية العقر وينتهي بقرية سيق. ومن ناحية أخرى، فإن هذا المسار يجسد الإرث الماضي الذي نهجه الأجداد والأباء الكرام في الحقبة الماضية والذي كان محل استخدام من قبلهم في التواصل والتزاور وتوطيد العلاقات المختلفة فيما بينهم وكان من الواجب تعريف الناشئة بهذا الإرث وبخطى الأجداد في الحقب الماضية.
ومع الفوائد العديدة التي يستفاد منها من خلال ممارسة رياضة المشي ومنها على سبيل المثال وليس الحصر تحسين الصحة والوقاية من بعض الأمراض المزمنه وإكساب اللياقة البدنية العالية للجسم والتخفيف من بعض ضغوط الحياة- إن وجدت- وغيرها، هناك العديد من القيم التي يجب أن تغرس في نفوس المشاركين في مثل هذه الرياضات والتي من أهمها:
- الاستشعار بنعمة الصحة والعافية والقدرة على ممارسة رياضة المشي.
- التدبر في مخلوقات الله سبحانه وتعالى.
- ترسيخ مفهوم الرياضة والحركة والمشي أساس الصحة وعلاج بعض الأمراض.
- أهمية المحافظة على البيئة في كل مكان وزمان.
- التعارف بين المشاركين والتساعد والتعاضد والتناصح للخير فيما بينهم.
- التحلي بالصبر والتحمل عند الشدائد.
- الاهتمام بالإرث الحضاري.
- توسيع ونشر ثقافة المشي الجبلي والمداومة على ممارسة المشي.
وفريق التضامن بقرية سيق بولاية الجبل الأخضر لم يغفل عن هذه الأمور وسعى بخطى حثيثة على تفعيلها وتحقيق جملة من الأهداف المنشودة من خلال إقامة هذا اليوم الرياضي وحث على مشاركة جميع أفراد المجتمع المحلي في هذه التظاهرة الرياضية، وكان التجاوب سريعا وفي محله نظرا لإدراكهم بأهمية إقامة هذه الفعاليات وخصوصا رياضة المشي، شاكرين ومثمنين تجاوب المجتمع ومقدرين الجهود التي بذلت من قبل إدارة الفريق والقائمين على تنظيم هذه الفعالية.

تعليق عبر الفيس بوك