منتخبنا على أعتاب إنجاز خليجي

 

محمد العليان

طواعيةً واختيارًا وحبًا واقتناعًا ودورًا وواجبًا، كلنا سنكون مع منتخبنا في السراء والضراء في مهمته الوطنية أمام شقيقه المنتخب العراقي، ضمن نهائي بطولة كأس الخليج في العراق في مدينة البصرة، ويلعب ويدخل نجوم الأحمر ملعب البصرة جذع النخلة الليلة محاطين بدعوات جماهير الكرة العمانية.

 ويحمل لاعبو الأحمر على عاتقهم طموحات الوطن وجماهيره الكبيرة والأمنيات الواسعة التي تعيشها النفوس، والكل يترقب الإنجاز ولحظة صعود الأحمر لمنصة التتويج، الأحمر ورجاله على اعتاب إنجاز رياضي تاريخي جديد، يسجل في سجلات الأبطال في الكرة الخليجية، ونتمنى تحقيق اللقب الثالث للكرة العمانية. المباراة صعبة لكن ليست مستحيلة والأحمر يلعب أمام صاحب الأرض والجمهور في مباراة قوية، والأخطاء فيها ممنوعة، والثقة يجب أن تكون في كامل الجاهزية، والروح القتالية يجب أن تكون ميزة لاعبي منتخبنا من بداية المباراة إلى آخرها.

نتمنى للمنتخب فرض أسلوبه وشخصيته المعروفة عنه في المباراة بالتمرير والاستحواذ على الكرة ومنطقة الوسط بالذات، وتحريك الأطراف بالشق الهجومي والمساندة الدفاعية واختيار التشكيلة المثالية للمباراة. الحارس إبراهيم المخيني مصدر ثقة للاعبين وصمام الأمان، وحارب السعدي المحارب الرابط بين الخطوط والمدفعجي، وأتمنى من المدرب أن يلعب بمحوري ارتكاز. وهناك الأنيق والمايسترو صلاح اليحيائي صانع الألعاب ودينامو المنتخب، ومتى ما كان هؤلاء الثلاثة في قمتهم وفي يومهم لا خوف على المنتخب، وسيكون في قمته البدنية والفنية والمعنوية وفي توازنه الفني.

الهدوء مطلوب والحذر كذلك، لكن شريطة ألا ينم عن خوف أو عدم ثقة لدى لاعبي الأحمر، لكنها دلالة حرص وتأكيد على أن للكرة مفاجآتها، وللملعب ظروفه وأحكامه، ومن يبحث عن التتويج والإنجاز في مثل هذه الأجواء والمباريات والنهائيات التي لا تقبل القسمة على اثنين، عليه أن يكون يقظًا ولا يترك أمره للظروف، ويُحكم قبضته على المباراة منذ البداية.

أهم نقطة في المباراة ألا يُسجَّل في مرمانا هدف مبكر يخلط الأوراق نفسيًا وفنيًا، خاصة في أول 20 دقيقة، وهذا سوف ينعكس على المنتخب العراقي إذا ما سجل بالضغط والاستعجال وارتكاب الأخطاء. ويجب أن يسعى المدرب برانكو إيفانكوفيتش بخطته للإمساك بزمام المباراة منذ اللحظات الأولى دون مبالغة في الدفاع؛ فالمنتخب العراقي يحظى بدعم كبير بما يقارب 65 ألف متفرج في ملعب المباراة، وهو عامل نفسي ومعنوي، ويريد أن يفوز بالكأس الثالثة، حيث كانت آخر مرة فاز بها عام 1984 في مسقط، ويريد استعادة الثقة في منتخب معظمه من العناصر الشابة. والمنتخب العراقي يعتمد كثيرًا على جماهيره؛ كونه يلعب على أرضه، ويأمل منهم بث روح الحماس في نفوس اللاعبين وتعويض نقص الخبرة لدى اللاعبين، كما يعتمد على اللياقة البدنية العالية والانقضاض السريع على الكرة والاعتماد على الأطراف.

وفي الختام.. نتمنى مباراةً تليق بالنهائي الخليجي، والفريقين الذين وصلا للمباراة النهائية، وأيضًا بتحكيم منصف لا يتأثر بصيحات وهدير الجماهير في الملعب.. وإن شاء الله البطولة عُمانية حمراء تعبر شط العرب إلى مسقط العامرة.