من أجلك وطني

 

وداد الإسطنبولي

بعد الانتهاء من إعلان نتائج انتخابات المجالس البلدية، وبعد إتمام هذا المشوار الطويل، تم التصفيق بحرارة بعد عناء، وزغردت الأفواج المهنئة للفائزين بعضوية المجلس البلدي، وحانت ساعة الصفر، للتخطيط للواقع، والمهام المنشودة، ولأنَّ هذا المجلس ذو المكانة العالية الرفيعة، فإنَّ الذين تم اختيارهم لحمل هذا اللواء لا بُد أن تتوافر فيهم كل معاني الصدق والأمانة لتنفيذ رسالتهم الاجتماعية والوطنية.

ماذا بعد الفوز؟

هذا السؤال مشروع لكل متتبع، وذو أهمية كبرى على ما يبدو، فقد سبق الفائزون العديد من الشخصيات التي كانت لها الحظوة لشغل هذه المهام، ومن هنا تتداعى في ذهن الجميع حزمة من الأسئلة الملحة والمشروعة... هل ستبقى العجلة تدور على نفس الوتيرة، وإطار واحد؟ فالحياة حدث فيها الكثير من المتغيرات التي تحتاج إلى بعد نظر ودرجة قوية من الاستيعاب والتقدير لما هو في خدمة البلد وهذا الشعب بصفة خاصة؛ فالمسألة ليست مسألة فوز وإنما قرار اتخذه المرشح الفائز لنفسه للعمل في ظل عصر أصبحت فيه التنمية المستدامة أساس تطور المجتمعات.

آذاننا أصبحت مرهفة بالكثير من التمتمات منها ماهو سلبي ومنها عكس ذلك. والأهم من هذا هل سنجد تغيرا في نظرتنا إلى الأمور؟ وما المستجدات والرهانات التي سيتم تحقيقها من خلال الفائزين؟ فالوضع الآن يختلف في ركاب عصر مزدحم بالأفكار والنظريات والتحديات، وأيضا نظرة الشعب أصبحت مختلفة، ومعالجة الأمور بنظرة شكلية وروتين وتحيز انتهت صلاحيتها عند العقول الواعية من العامة؛ فاختيار المرشح وفق معايير غير واضحة، لم يعد أمرا كافيا وإذا تم فإنه سيتكشف ويصبح واضحا للعيان.

وهذا يجرنا إلى طرح السؤال التالي: من هو المرشح الفائز؟

المرشح الفائز هو من يحمل الرسالة وشارة الدليل، هو من يحمل على عاتقه حقائق متطلبات الشعب بالشفافية، هو من يضع نصب عينيه رؤية "عمان 2040" ويخطط لها بروية وسداد، فهي خير رؤية تؤكد التطور الشامل المنشود لبلدنا الساكن فينا إلى الأبد.

المرشح الفائز هو من يمتلك الكفاءة والكفاية في نفس الوقت لأداء مهامه، هو صاحب الخلفية العلمية المتنوعة، هو المتحدث الذي سينقل رسالة أفراد شعبه للوصول إلى مبتغاهم وإرضاء رغباتهم بحكمته وعلو علمه، هو باقتدار صاحب التجربة الحياتية يقيس الأمور من خلال تجاربه الشاقة والناضجة، المرشح الفائز هو من يجيد مهارتي الاتصال والتواصل مع من حوله ومع محيطه الخارجي بشكل عام.

 

ماذا يريد المرشح الفائز؟

مما لا شك فيه أن من يتكلف بأداء المهام، ويفوض لهذا الغرض تفويضا كاملا،لابد أن تكون لديه المساحة الكافية لمزاولة مهامه. ومن هذا المنطلق، فإن المرشح الفائز حين تعطى له الصلاحية المطلوبة، والتفويض اللازم من قبل المسؤولين، لإدارة الأمور ومعالجة القضايا وإعداد التقارير بسهولة، وإنجاز ما يحمله بين يديه من متطلبات، وما يتبناه من أفكار جديدة تخدم مصلحة البلد وأهله.