الرقم (1)

 

وليد بن سيف الزيدي

استطاعت قطر من خلال المونديال الكروي العالمي إيصال عدد من الرسائل إلى شعوب العالم، ومن تلك الرسائل إمكانية تجاوز الخلافات بين الدول والشعوب والعمل بمقولة "عفا الله عما سلف"؛ حيث تمثل ذلك في لقاء أخوي جمع بين عدد من قادة وشعوب العالم في هذا الحدث الكروي.

وظهرت في هذا الحدث العالمي قيمة الحرص على تحقيق الأهداف ذات المستوى العالي في مجالات اقتصادية وثقافية وسياسية ودينية وأخلاقية ورياضية وتنموية، وبدأ ذلك في البحث عن فرصة قبول إقامة المونديال الكروي على الأرض العربية في قطر، وما لحق تلك الخطوة من التخطيط الدقيق والمنظّم والمتابعة المستمرة والمباشرة من أمير البلاد.

 كما تجلّت قيمة المواطنة العربية والعالمية؛ حيث تمثلت المواطنة العربية من خلال مؤازرة العرب للمنتخب المغربي، في حين ظهرت المواطنة العالمية في المباراة النهائية التي جمعت بين فرنسا والأرجنتين من خلال رغبة شعوب العالم في فوز أحد المنتخبين.

وظهرت قيمة التعزيز المادي والمعنوي من ولي العهد السعودي لأعضاء فريقه على الإنجاز الذي قدموه في بداية انطلاق البطولة، كما ظهرت أيضًا قيمة التعزيز في حضور الرئيس الفرنسي لأكثر من مرة لمؤازرة منتخب بلاده في دولة قطر.

وبعد خسارة المنتخب البرتغالي وخروجه من المونديال ظهر كرستيانو رونالدو وهو يبكي؛ لشعوره بأنه تسبب في خيبة أمل مشجعيه في الفوز. وهو شعور جيد كونه يدفع بصاحبه إلى إعادة التفكير والتساؤل والبحث عن أسباب الفشل ومن ثم مُعالجتها. كل تلك الأمور جعلت من دولة قطر تحتل الرقم (1) في تنظيم المونديال.

وهناك العديد من الإنجازات التي يقوم بها الأفراد والمؤسسات والدول تجعلها تحتل الرقم (1)، فمثلًا: الوطن العزيز عُمان هو الرقم (1) في حسن الجوار والتعامل مع شعوب ودول العالم. ودبي هي الرقم (1) في سرعة التطوير لجوانب عديدة من حياة الإنسان والتي تجعلها أكثر رفاهية وسعادة وسرعة ودقة في الإنجاز. والريف الأوروبي هو الرقم (1) في التأمل في قدرة الله سبحانه وتعالى، ووعده الحق لمن أحسن العمل في الحياة الدنيا بالنعيم الدائم في الحياة الآخرة. والمُعلم هو الرقم (1) الذي يُعتمد عليه في تنشئة الأجيال تربويًا وتعليميًا. وصاحب القلب الأبيض والفكر السليم هو الرقم (1) في دفع صاحبه إلى العمل فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، ويدفع كذلك بالناس الآخرين إلى حُب القرب منه والحديث معه.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة